أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2016
639
التاريخ: 1-9-2016
920
التاريخ: 9-8-2016
831
التاريخ: 9-8-2016
481
|
قُدر للاتجاه الاخباري في القرن الثاني عشر أن يتخذ من كربلاء نقطة ارتكاز له، وبهذا عاصر ولادة مدرسة جديدة في الفقه والاصول نشأت في كربلاء أيضا على يد رائدها المجدد الكبير محمد باقر البهبهاني المتوفي سنة (1206) ه ، وقد نصبت هذه المدرسة الجديدة نفسها لمقاومة الحركة الاخبارية والانتصار لعلم الاصول، حتى تضاءل الاتجاه الاخباري ومني بالهزيمة، وقد قامت هذه المدرسة إلى صف ذلك بتنمية الفكر العلمي والارتفاع بعلم الاصول إلى مستوى أعلى، حتى أن بالإمكان القول بأن ظهور هذه المدرسة وجهودها المتضافرة التي بذلها البهبهاني وتلامذة مدرسته المحققون الكبار قد كان حدا فاصلا بين عصرين من تاريخ الفكر العلمي في الفقه والاصول.
وقد يكون هذا الدور الايجابي الذي قامت به هذه المدرسة فافتتحت بذلك عصر جديدا في تاريخ العلم متأثرا بعدة عوامل:
(منها) عامل رد الفعل الذي أوجدته الحركة الاخبارية، وبخاصة حين جمعها مكان واحد ككربلاء بالحوزة الاصولية، الامر الذي يؤدي بطبيعته إلى شدة الاحتكاك وتضاعف رد الفعل. (ومنها) أن الحاجة إلى وضع موسوعات جديدة في الحديث كانت قد أشبعت ولم يبق بعد وضع الوسائل والوافي والبحار إلا أن يواصل العلم نشاطه الفكري مستفيدا من تلك الموسوعات في عمليات الاستنباط.
(ومنه) أن الاتجاه الفلسفي في التفكير الذي كان الخونساري قد وضع إحدى بذوره الاساسية زود الفكر العلمي بطاقة جديدة للنمو وفتح مجالا جديدا للأبداع، وكانت مدرسة البهبهاني هي الوارثة لهذا الاتجاه.
(ومنها) عامل المكان، فإن مدرسة الاستاذ الوحيد البهبهاني نشأت على مقربة من المركز الرئيسي للحوزة وهو النجف فكان قربها المكاني هذا من المركز سببا لاستمرارها ومواصلة وجوده عبر طبقات متعاقبة من الاساتذة والتلامذة، الامر الذي جعل بإمكانها أن تضاعف خبرته باستمرار وتضيف خبرة طبقة من رجالاتها إلى خبرة الطبقة التي سبقتها، حتى استطاعت أن تقفز بالعلم قفزة كبيرة وتعطيه ملامح عصر جديد. وبهذا كانت مدرسة البهبهاني تمتاز عن المدارس العديدة التي كانت تقوم هنا وهناك بعيدا عن المركز وتتلاشى بموت رائده.
الصراع مع الحركة الاخبارية:
وللمحقق البهبهاني رائد هذه المدرسة كتاب في الاصول باسم الفوائد الحائرية تلمح فيه ضراوة المعركة التي كان يخوضها ضد الحركة الاخبارية، ونقتبس من الكتاب نصا يشير فيه إلى بعض شبهات الاخباريين وحججهم ضد علم الاصول، ويلمح لدى تفنيدها إلى ما شرحناه .. من أن الحاجة إلى علم الاصول حاجة تاريخية، قال البهبهاني:
لما بعد العهد عن زمان الائمة وخفت أمارات الفقه والادلة على ما كان المقرر عند الفقهاء والمعهود بينهم بلا خفاء بانقراضهم وخلو الديار عنهم إلى أن انطمس أكثر آثارهم كما كانت طريقة الامم السابقة والعادة الجارية في الشرائع الماضية، أنه كلما يبعد العهد عن صاحب الشريعة تخفى امارات قديمة وتحدث خيالات جديدة إلى أن تضمحل تلك الشريعة، توهم متوهم أن شيخنا المفيد ومن بعده من فقهائنا إلى الآن كانوا مجتمعين على الضلالة مبدعين بدعا كثيرة.. متابعين للعامة مخالفين لطريقة الائمة ومغيرين لطريقة الخاصة مع غاية قربهم (1) لعهد الائمة ونهاية جلالتهم وعدالتهم ومعارفهم في الفقه والحديث وتبحرهم وزهدهم وورعهم . ويستمر في استعراض مدى جرأة خصومه على أولئك الكبار ويحاسبهم على تلك الجرأة ثم يقول: وشبهتهم الاخرى هي أن رواة هذه الاحاديث ما كانوا عالمين بقواعد المجتهدين (2) مع أن الحديث كان حجة لهم فنحن أيضا مثلهم لا نحتاج إلى شرط من شرائط الاجتهاد وحالنا بعينه حالهم، ولا ينقطعون بأن الراوي كان يعلم أن ما سمعه كلام إمامه وكان يفهم من حيث أنه من أهل اصطلاح زمان المعصوم (عليه السلام) ولم يكن مبتلى بشيء من الاختلالات التي ستعرفه ولا محتاجا إلى علاجه .
__________
(1) أي إن هذه التهمة توجه الهيم بالرغم من أنهم في غاية القرب لعهد الائمة.
(2) يقصد بقواعد المجتهدين علم الاصول.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|