أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016
1881
التاريخ: 23-8-2016
1694
التاريخ: 23-8-2016
2092
التاريخ: 2023-04-19
1395
|
يجمعها العلم و العفة و الشجاعة و العدالة ، و هذه مع كونها لذيذة في نفسها ، تكون وسيلة إلى النعمة التي هي غاية الغايات بلا توسط وسيلة أخرى.
ولذلك قلنا : هي أقرب الوسائل و اخصها , و اشرفها العلم ، و أشرف افراد العلم : العلم باللّه و صفاته و ملائكته و رسله ، و أحوال النشأة الآخرة ، و سائر افعاله ، و علم المعاملة الراجع إلى علم الأخلاق ، إذ هو الذي يؤدي إلى السعادة الحقيقية بلا توسط شيء آخر، و سائر العلوم إنما هي مقصودة من حيث كونها وسائل إلى هذا العلم ، و هذه الفضائل لذيذة في الدنيا و الآخرة نافعة فيهما ، اي تؤدي إلى الراحة فيهما ، و جميلة على الإطلاق ، اي تستحسن في جميع الأحوال.
وضدها - اعنى الجهل و الأخلاق السيئة - ضارة مؤلمة في الدارين ، قبيحة على الإطلاق , و سائر الصفات ليست جامعة لهذه الاوصاف.
فان أكل لذائذ الأطعمة و طيباتها يوجب اللذة و النفع ، أي حصول الراحة في الحال ، و لكنه ضار في المآل ، و ترك الشهوات بعكس ذلك.
ثم لذة المعرفة وفضائل الأخلاق دائمة لازمة لا تزول ابدا ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، و عقلية يختص بإدراكها العقل دون سائر الحواس.
واما غيرها من اللذات ، فبعضها مما يشترك فيه الإنسان و بعض الحيوانات ، كلذة الرئاسة و الغلبة و الاستيلاء ، و هذه اللذة موجودة في الأسد و النمر و بعض اخر من الحيوانات.
وبعضها مما يشترك فيه الإنسان و سائر الحيوانات ، كلذة البطن و الفرج ، و هي اخس اللذات ولذلك اشترك فيها كل ما دب و درج ، حتى الديدان و الحشرات , فمن جاوز هذه اللذة ، تشبثت به لذة الغلبة و الاستيلاء ، فان جاوزها أيضا ارتقى إلى اللذة العقلية فصار أقرب اللذات عليه لذة المعرفة ، لا سيما لذة معرفة اللّه و معرفة صفاته و افعاله.
وهذه مرتبة الصديقين ، و لا ينال تمامها إلا بخروج حب الرئاسة من القلب ، و آخر ما يخرج من رءوس الصديقين حب الرئاسة و الجاه ، و لذلك قمعها بالكلية، بحيث لا يقع بها الإحساس قط ، يشبه ان يكون خارجا عن مقدرة البشر.
نعم ربما غلبت لذة المعرفة في أحوال ، بحيث لا يقع معها الإحساس بلذة الجاه و الرئاسة ، إلا أن ذلك لا يدوم ، بل تعتريه الفترات ، فتعود إلى الحالة البشرية.
وعلى هذا ، تنقسم القلوب إلى أربعة أقسام : قلب : لا يحب إلا اللّه ، و لا يستريح إلا إليه ، و ليس فرحه إلا بزيادة المعرفة و الفكر فيه ، و لا يسكن إلا بحبه و أنسه ، و قلب : أغلب أحواله الأنس باللّه و التلذذ بمعرفته و الفكر فيه ، و لكن في بعض الأوقات و الأحوال يعتريه الرجوع إلى أوصاف البشرية.
وقلب : أغلب أحواله التلذذ بالجاه والرئاسة والمال وسائر الشهوات البدنية ، وفي بعض الأوقات يتلذذ بالعلم و المعرفة و حب اللّه و الانس به.
وقلب : لا يدري ما لذة المعرفة و ما معنى الأنس باللّه ، و انما لذته بالرئاسات و الشهوات , و الأول - إن كان ممكنا في الوجود فهو في غاية الندور, و الثاني - أيضا نادر , و السر في ندور هذين القسمين : ان من انحصرت لذاته بمعرفة اللّه و حبه و انسه ، أو غلب عليه ذلك ، فهو من ملوك الآخرة ، و الملوك هم الأقلون و لا يكثرون.
فكما لا يكون الفائق في الملك و الاستيلاء في الدنيا الا نادرا ، و أكثر الناس دونهم ، فكذا في ملك الآخرة فان الدنيا مرآة الآخرة.
إذ الدنيا عالم الشهادة و في الآخرة عالم الغيب , وعالم الشهادة تابع لعالم الغيب ، كما أن الصورة في المرآة تابعة لصورة الناظر في المرآة ، و هي و إن كانت الثانية في رتبة الوجود إلا انها في أمر الرؤية أولى ، لأنك ترى صورتك في المرآة أولا ، ثم ترى نفسك ، فتعرف بالصورة القائمة بالمرآة صورتك التي هي قائمة بك ثانيا على سبيل المحاكاة ، فانقلب التابع في الوجود متبوعا في حق الرؤية و المعرفة ، و انقلب المتأخر متقدما.
وهذا النوع من الانعكاس و الانتكاس ضرورة هذا العالم , و كذا عالم الملك والشهادة يحاكي عالم الغيب و الملكوت ، فمن الناس من لا ينظر في مرآة عالم الشهادة إلا بنظر الاعتبار، فلا ينظر في شيء من عالم الملك إلا و يعبر به إلى عالم الملكوت ، فيسمى عبوره عبرة ، و قد امر الخلق به ، فقيل : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2] , و منهم من عميت بصيرته فلم يعتبر، فاحتبس في عالم الملك و الشهادة ، و ستفتح إلى حبسه له أبواب جهنم , و أما الثالث فاكثر وجودا منه.
وأما الرابع- فدار الدنيا طافحة به ، لقصور أكثر الناس عن ادراك لذة العلم ، إما لعدم الذوق إذ من لم يذق لم يعرف و لم يشتق ، إذ الشوق فرع الذوق ، و ذلك إما لقصور فطرتهم و عدم اتصافهم بعد بالصفة التي بها يستلذ العلم ، كالطفل الرضيع الذي لا يدرك لذة العسل ، و لا يستلذ إلا باللبن ، فهؤلاء ممن يحيى باطنهم بعد كالطفل.
وإما لمرض قلوبهم او موتها بسبب اتباع الشهوات ، كالمريض الذي لا يدرك لذة الشكر، أو الميت الذي سقط عنه الإدراك ، و هؤلاء كالمرضى او الأموات بسبب اتباع الشهوات.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|