المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

اغتيال الامام الرضا
26-8-2017
كيفية التيمم
2024-09-23
السومريون
11-9-2016
Inversely Proportional
27-10-2019
مخادعة معاوية للأشعث
18-10-2015
أوّل الراكعين
2023-03-28


الدخول في كل الخصوصيات دون ضوابط  
  
1945   01:03 مساءاً   التاريخ: 2-9-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص141-142
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2017 2593
التاريخ: 24-3-2021 2510
التاريخ: 2023-02-05 1421
التاريخ: 13/9/2022 1621

من الأخطاء التي يقع فيها الاهل هو اعتقادهم الخاطئ أن التربية السليمة تحتاج الى متابعة دقيقة لكل جزئيات وتفاصيل حياة ابنائهم من دون إهمال لأية جزئية بشكل يقتحمون عليهم كل خصوصياتهم , ويمنعونهم من إخفاء أي شيء عنهم تحت طائلة المسؤولية والعقوبة . فتراهم يفتشون في أغراضهم الشخصية من حقيبة المدرسة الى جيوبه ودرجهم الخاص وما يكتبونه في أوراقهم الشخصية بحيث يحس هذا الابن بانه يعيش مع جهاز مخابرات لا مع أهل .

إن هذا التصرف هو اكثر من خاطئ , بل ينعكس سلبا على ابنهم فيفقده الثقة بنفسه ويجعله يعاني من حالة خوف ورعب دائم ما ينعكس على شخصيته فتصبح مهزوزة وغير مركزة , بل أكثر من ذلك فإنه يحاول التملص من حالات المراقبة باعتماد وسائل إخفاء يبتدعها مما يحرم الأهل من الاطلاع على أمور قد تكون أمور خطيرة وذات آثار مدمرة على حياة ابنهم .

إن المطلوب أن يفسح الأهل مجالا ليكون لابنهم بعض الخصوصية لا يقتحمونها عليه إلا باذنه وجعله يحس بأنهم يثقون به ولا يشكون أبدا بصحة ما يعطيهم من معلومات , فإذا أحس الولد بثقة أهله به انفتح عليهم وصارحهم بكل أموره . إن بناء الثقة بين الأهل وأبنائهم والمنطلقة من حبهم له وحرصهم عليه وجعله يحس أنهم الى جانبه في كل مشاكله يعملون على نصحه وإرشاده لا على عقابه وأذيته هو الذي ينشئ علاقة متطورة تؤسس لتربية سليمة . إن شعور الابن ببعض الخصوصية تقوي ثقته بنفسه وتؤهله لبناء شخصية قوية غير مترددة تستطيع أخذ قرارات في المستقبل .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.