إيّاك أيها العزيز [إياك]وعبادة البطن ، فإنّ مفاسد كثيرة تترتّب عليها كالذلّة والمهانة والحمق والبلادة ، بل إنّ معظم الأضرار التي ترد على الإنسان مَنشؤُها البطن(1).

ولولا جور البطن ، لما وقع طيرٌ في فخ ، بل لما جهّز الصياد فخَّه.

واعلم أنّه كما للبطنة آفات كثيرة ، فإنّ للجوع ثماراً مفيدةً كثيرةً ، فإنّ الجوع ينوّر القلب   ويجلو الذِّهن ويجعله متّقداً ، ويبلغ به الانسان الى مصافّ اللذة الحقيقية بالمناجاة ، والبهجة بالذكر والعبادة ، ويذكِّر بجوع يوم القيامة ، ويظهر ذلّ النفس الأمّارة ، وتسهل بالجوع الطاعة والعبادة ، ويصبح ابن آدم خفيفَ المؤنة ، ويصِحُّ بدنه ، وتنأى أمراضه (2).

إذن على عبّاد البطون أن يعالجوا أنفسهم ، وأنْ لا يحرموها من فوائد الجوع ، وأن يتّبعوا طريقة الأنبياء وأكابر العلماء والعرفاء لله فإنّه لم يبلغ أحدٌ منهم ما بلغ دون عناء الجوع.

وليختاروا بين مشاركة الملائكة بالجوع ومشاركة البهائم بالتخمة.

___________________________

1ـ روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّه قال : «لا تُميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب ، فإنّ القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء».

2- ذكر السيد عبدالله شبر في الاخلاق : ص152 (شهوة البطن) عشرة فوائد للجوع ، وجامع السعادت : ج2 ص4 (الشره) ط ، النجف فراجع.