أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/9/2022
1609
التاريخ: 30-9-2016
1618
التاريخ: 30-9-2016
1331
التاريخ: 25-2-2022
2493
|
سبب غرورهم و غفلتهم اما بعض بواعث غرور الكافرين أو ظنهم ان اللّه تعالى كريم و رحمته واسعة و نعمته شاملة ، و اين معاصى العباد في جنب بحار رحمته ، و يقولون : انا موحدون و مؤمنون ، فكيف يعذبنا مع التوحيد و الايمان ، و يقررون ظنهم بما ورد في فضيلة الرجاء .
و ربما اغتر بعضهم بصلاح آبائهم و علو رتبتهم ، كاغترار بعض العلويين بنسبهم مع مخالفتهم سيرة آبائهم الطاهرين في الخوف و الورع.
وعلاج هذا الغرور , أن يعرف الفرق بين الرجاء الممدوح و التمني المذموم ، و يعلم أن غروره ليس رجاء ممدوحا ، بل هو تمن مذموم ، كما قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت ، و الاحمق من اتبع نفسه هواها و تمنى على اللّه» فان الرجاء لا ينفك عن العمل ، اذ من رجا شيئا طلبه و من خاف شيئا هرب منه ، و كما ان الذي يرجو في الدنيا ولدا و هو لم ينكح ، أو نكح و لم يجامع ، او جامع و لم ينزل ، فهو مغرور احمق ، كذلك من رجا رحمة اللّه و هو لم يؤمن ، او آمن و لم يترك المعاصي ، او تركها و لم يعمل صالحا ، فهو مغرور جاهل ، كيف و قد قال اللّه سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [البقرة : 218].
يعني ان الرجاء يليق بهم دون غيرهم ، و ذلك لأن ثواب الآخرة أجر و جزاء على الاعمال كما قال تعالى : {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة : 17] , و قال : {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران : 185] , و قال : {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم : 39، 40] , و قال : {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38] , أفترى أن من استؤجر على إصلاح أوان و شرط له أجرة عليها ، و كان الشارط كريما يفى بوعده و شرطه بل كان بحيث يزيد على ما وعده و شرطه ، فجاء الاجير و كسر الاواني و افسدها جميعا ، ثم جلس ينتظر الاجر زعما منه أن المستأجر كريم ، أ فيراه العقلاء في انتظاره راجيا أو مغرورا متمنيا؟.
وبالجملة : سبب هذا الغرور الجهل بين الرجاء و العزة ، فليعالجه بما ذكر هنا و فيما سبق.
ثم إن المغرور بعلو رتبه آبائه ، ظانا ان اللّه تعالى يحب آباءه ، و من أحب إنسانا أحب أولاده أشد حمقا من المغرور باللّه ، لأن اللّه - سبحانه- يحب المطيع و يبغض العاصي من غير ملاحظة لآبائهما ، فكما أنه لا يبغض الاب المطيع ببغضه للولد العاصي فكذلك لا يحب الولد العاصي بحبه للأب المطيع ، و ليس يمكن أن يسري من الاب إلى الابن شيء من الحب و البغض و المعصية و التقوى ، اذ لا تزر وازرة وزر أخرى ، فمن زعم انه ينجو بتقوى أبيه كان كمن زعم انه يشبع بأكل أبيه ، او يصير عالما بتعلم أبيه ، او يصل الى الكعبة بمشي أبيه فهيهات هيهات! ان التقوى فرض عين على كل أحد، فلا يجزي والد عن ولده شيئا ، و عند الجزاء يفر المرء من أخيه ، و أمه و أبيه ، و صاحبته و بنيه ، و لا ينفع أحد أحدا الا على سبيل الشفاعة ، بعد تحقق شرائطها.
ثم العصاة المغرورون ، اما ليست لهم طاعات ، فتمنيهم المغفرة غاية الجهل كما مر، او لهم طاعات و لكن معاصيهم أكثر، و هم عالمون بأكثرية المعاصي ، و مع ذلك يتوقعون المغفرة و ترجح حسناتهم على سيئاتهم و هو أيضا غاية الجهل ، إذ مثله مثل من وضع عشرة دراهم في كفة ميزان و في الكفة الأخرى ألفا او ألفين ، و توقع أن تميل الكفة الثقيلة بالخفيفة ، و من الذين معاصيهم أكثر من يظن ان طاعاته أكثر من معاصيه ، لأنه لا يحاسب نفسه و لا يتفقد معاصيه وإذا عمل طاعة حفظها و أعتدّ بها ، كالذي يحج طول عمره حجه و يبني مسجدا ، ثم لا يكون شيء من عباداته على النحو المطلوب ، و لا يجتنب من أخذ أموال المسلمين ، فينسى ذلك كله ويكون حجه و ما بناه من المسجد في ذكره ، و يقول : كيف يعذبني اللّه و قد حججت و بنيت مسجدا؟ , و كالذي يسبح اللّه كل يوم مائة مرة ثم يغتاب المسلمين و يمزق اعراضهم و يتكلم بما لا يرضاه اللّه طول نهاره من غير حصر و عدد ، و يكون نظره إلى عدد سبحته مع غفلته عن هذيانه طول نهاره الذي لو كتبه لكان مثل تسبيحه مائة مرة ، و قد كتبه الكرام الكاتبون ، فهو يتأمل دائما في فضيلة التسبيحات ، و لا يلتفت إلى ما ورد في عقوبة الكذابين و المغتابين و النمامين و الفحاشين ، و لو كان كتبة أعماله يطلبون منه اجرة الزايد من هذيانه على تسبيحاته لكان عند ذلك يسعى في كف لسانه عن آفاته و موازتها بتسبيحاته ، حتى لا يكون لها زيادة عليها ليؤخذ منه اجرة نسخ الزائد , فيا عجبا لمن يحاسب نفسه و يحتاط خوفا ان يفوته مقدار قيراط و لا يحتاط خوفا من فوت العليين و مجاورة رب العالمين.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|