أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
![]()
التاريخ: 2024-07-02
![]()
التاريخ: 7-11-2014
![]()
التاريخ: 15-6-2016
![]() |
اختلفت أنظار العلماء في وجه إعجاز القرآن بين مَن أنهاه إلى عدّة وجوه ومَن اقتصر على وجه واحد ، ولا يزال البحث مستمرّاً على هذا السر الذي هو دليل الإسلام .
1 ـ ذهب أرباب الأدب والبيان إلى أنّها الفصاحة البالغة والبلاغة الفائقة ، إنْ في بديع نَظمه أو في عجيب رصفه ، الذي لم يسبق له نظير ولن يَخلفه بديل .
قد نُضّدت عباراته نضداً مؤتلفاً ، ونُظّمت فرائده نظماً متلائماً ، وُضعت كلّ لفظة من في موضعها اللائق بها ، ورُصّفت كلّ كلمة منه إلى كلمات تناسبها وتوائمها ، وضعاً دقيقاً ورصفاً تامّاً ، يجمع بين أناقة التعبير وسلاسة البيان ، وجزالة اللفظ وفخامة الكلام ، حلواً رشيقاً وعذباً سائغاً ، ويستلذّه الذوق ويستطيبه الطبع ، ممّا يستشفّ عن إحاطة واسعة ومعرفة كاملة بأوضاع اللغة ومزايا الألفاظ والكلمات والتعابير ، ويقصر دونه طوق البشر المحدود !
قالوا في دقّة هذا الرصف والنَضد : لو انتُزعت منه لفظة ثُمّ أُدير بها لغة العرب كلّها على أن يوجد لها نظير في موضعها الخاصّ لم توجد البتة .
2 ـ وزادوا جانب أُسلوبه وسبكه الجديد على العرب ، لا هو شعر كشعرهم ولا هو نثر كنثرهم ، ولا فيه تكلّف أهل الكهانة والسجع ، قد جمع مزايا أنواع الكلام ، فيه أناقة الشعر ، وطلاقة النثر ، وجزالة السجع الرصين ، في حلاوة وطلاوة وزهوٍ وجمال : ( إنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة ، وإنّه يعلو ولا يُعلى ) كلام قاله عظيم العرب وفريدها الوليد .
أو كما قال الراغب : القرآن حاوٍ لمحاسن أنواع الكلام بنظمٍ ليس هو نظم شيء منها .
3 ـ وتوسّع المحدثون في البحث وراء نظامه الصوتي العجيب :
أنغام وألحان تبهر العقول وتذهل النفوس ، نُظّمت كلماته على أنظمة صوتية دقيقة ، ورُصّفت ألفاظه وعباراته على ترصيفات موسيقية رقيقة ، متناسبات الأجراس ، متناسقات التواقيع ، في تقاسيم وتراكيب سهلة سلسلة ، عذبة سائغة ، ذات رنّة وجذبة شعرية عجيبة ، واستهواءٍ سحريّ غريب !
4 ـ وأضاف المحقّقون جانب اشتماله على معارف سامية وتعاليم راقية تُنبئك عن لطيف سرّ الخليقة ، وبديع فلسفة الوجود ، في جلال وجمال وعظمة وكبرياء ، بما يترفّع كثيراً عمّا راجت في تعاليم مصطنعة ذلك العهد ، سواءٌ في أوساط أهل الكتاب أم الوثنيّين .
5 ـ وهكذا تشريعاته جاءت حكيمة ومتينة ، متوافقة مع الفطرة ومتوائمة مع العقل السليم ، في طهارة وقداسة وسعة وشمول ، كانت جامعةً كاملةً كافلةً ؛ لإسعاد الحياة في النشأتَينِ .
6 ـ وكانت براهينه ساطعة ، ودلائله ناصعة ، واضحة ولائحة ، قامت على صدق الدعوة وإثبات الرسالة ، في بيانٍ رصين ، ومنطقٍ رزين وفصل خطاب .
7 ـ واشتمالُه على على أنباء غيبية ، إمّا سالفة كانت محرّفةً سقيمةً فجاءت محرّرة سليمة في القرآن الكريم ، أو إخبار عمّا يأتي تحقّق صدقها بعد فترة قصيرة أو طويلة ، كانت شاهدة صدق على الرسالة .
8 ـ إلى جنب إشارات علمية عابرة إلى أسرار من هذا الكون الفسيح ، وإلماعات خاطفة إلى حقائق من خفايا الوجود ، ممّا لا تكاد تبلغه معرفة الإنسان العائش يومذاك .
9 ـ وأخيراً استقامته في البيان ، وسلامته من أيّ تناقض أو اختلاف ، في طول نزوله ، وكثره تكراره لسرد حوادث الماضين ، كلٌّ مشتمل على مزية ذات حكمة لا توجد في أختها ، وكذا خلوّه عن الأباطيل وعمّا لا طائل تحتها .
تلك روائع آراء نتجتها أنظار الأُدباء ، وبدائع أسرار وصلت إليها أفكار العلماء ، كانت مِن وجوه إعجاز القرآن ومزاياه الوسيمة ، سوف نسرد عليك تفاصيلها في مجالها الآتي إن شاء الله .
10 ـ لكن هناك وجه آخر يجعل من الإعجاز أمراً خارجيّاً عن جوهر القرآن بعيداً عن ذاته ، وإنّما هو لعجزٍ أَحدثه الله في أَنفس العرب والناس جميعاً ، ومنعهم دون القيام بمعارضته قهراً عليهم ، وهو القول بالصرفة ، الذي عليه بعض المتكلّمين الأوائل ومَن لفّ لفّهم من الكُتّاب الأُدباء .
وسنتعرّض لتفنيده وتزييفه على منصّة البحث والاختبار ، بعونه تعالى .
وبعد ، فإليك تفصيل آراء ونظرات حول إعجاز القرآن ، مِن القدماء والمحدثين لها قيمتها في عالم الاعتبار .
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
شركة اللواء العالمية تعرض منتجاتها في الأسبوع الزراعي السادس عشر في بغداد
|
|
|