أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2019
1567
التاريخ: 23-9-2021
1887
التاريخ: 10-2-2022
1841
التاريخ: 21-8-2020
2745
|
المراء طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه ، من غير غرض سوى تحقيره و اهانته ، وإظهار تفوقه و كياسته .
والجدال : مراء يتعلق بإظهار المسائل الاعتقادية و تقريرها , و الخصومة : لجاج في الكلام لاستيفاء مال أو حق و مقصود ، وهذه تكون تارة ابتداء و تارة اعتراضا ، والمراء لا يكون إلا اعتراضا على كلام سبق ، فالمراء داخل تحت الإيذاء ، و يكون ناشئا من العداوة أو الحسد.
وأما الجدال و الخصومة ، فربما صدرا من أحدهما أيضا ، و ربما لم يصدرا منه , وحينئذ فالجدال إن كان بالحق - أي تعلق باثبات إحدى العقائد الحقة - و كان الغرض منه الإرشاد و الهداية ، ولم يكن الخصم لدودا عنودا فهو الجدال بالأحسن ، و ليس مذموما ، بل ممدوح معدود من الثبات في الايمان الذي هو من نتائج قوة المعرفة و كبر النفس ، قال اللّه سبحانه : {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت : 46] .
وإن لم يكن بالحق ، فهو مذموم اقتضته العصبية أو حب الغلبة أو الطمع ، فيكون من رذائل القوة الغضبية أو الشهوية ، و ربما أورث شكوكا و شبهات تضعف العقيدة الحقة ، ولذا نهى اللّه سبحانه عنه و ذم عليه ، فقال : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [الحج : 8] , و قال : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام: 68] .
والخصومة أيضا إن كانت بحق ، أي كانت مما يتوقف عليه استيفاء مال أو حق ثابت ، فهي ممدوحة معدودة من فضائل القوة الشهوية ، و إن كانت بباطل ، أي تعلقت بما يدعيه كذبا أو بلا علم و يقين ، فهي مذمومة معدودة من رذائلها.
فالخصومة المذمومة تتناول المخاصمة فيما يعلم قطعا عدم استحقاقه ، و فيما لا علم له بالاستحقاق ، كخصومة وكيل القاضي ، فانه قبل أن يعرف أن الحق في أي جانب ، يتوكل في الخصومة من أي جانب كان ، و يخاصم من غير علم و ايقان ، فمثله خبّاط العثرات و ركاب الشبهات ، يضر بالمسلمين بلا غرض ، و يتحمل أوزار الغير بلا عوض ، فهو أخسر الناس اعمالا و اعظمهم في الآخرة أوزارا و نكالا.
وتتناول أيضا مخاصمة من يطلب حقه ولكنه لا يقتصر على قدر الحاجة ، بل يظهر اللدد و العناد في الخصومة قصدا للتسلط و الإيذاء ، و من يمزج بخصومته كلمة مؤذية لا يحتاج إليها في إظهار الحق و بيان الحجة ، و من يحمله على الخصومة محض العناد بقهر الخصم و كسره مع استحقاره لذلك القدر من المال ، وربما صرح بأن قصدي العناد والغلبة عليه و كسر عرضه وإذا أخذت منه هذا المال رميته ، ولا أبالي ، فمثله غرضه اللدد و اللجاج.
فتنحصر الخصومة الجائزة بمخاصمة المظلوم الذي يطلب حقه و ينصر حجته بطريق الشرع من غير قصد عناد و إيذاء ، مع الاقتصار على قدر الحاجة في الخصومة من دون أن يتكلم بالزائد و لا بكلمات مؤذية ، ففعله ليس بحرام و إن كان الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، إذ ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر أو متعسر، لأنها توغر الصدر، و تهيج الغضب ، و إذا هاج الغضب ذهب المتنازع فيه من البين ، و اشتد الحقد بين المتخاصمين حتى يحزن كل واحد بمسرة صاحبه و يفرح بمساءته.
فالخصومة مبدأ كل شر، فينبغي ألا يفتح بابها إلا عند الضرورة على قدر الضرورة ، ولا يتعدى عن الواجب ، إذ أقل درجاتها تشوش الخاطر، حتى أنه في الصلاة ليشتغل بمخاصمة الخصم ، و يتضمن الطعن و الاعتراض أي التجهل و التكذيب ، إذ من يخاصم غيره إما يجهله أو يكذبه ، فيكون آتيا بسوء الكلام ، و يفوت به ضده ، اعني طيب الكلام ، مع ما ورد فيه من الثواب , و كذا الحال في المراء و الجدال.
وبالجملة : المراء و الجدال و الخصومة ، سوى ما استثنى ، من ذمائم الأفعال و مبادئ أكثر الشرور و الفتن ، و لذا ورد بها الذم الشديد في الأخبار قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): «من جادل في خصومة بغير علم ، لم يزل في سخط حتى ينزع» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) «إن أبغض الرجال إلى اللّه الأبد الخصم» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) «ما أتاني جبرئيل قط إلا وعظني ، فآخر قوله لي : إياك و مشادة الناس فانها تكشف العورة و تذهب بالعز».
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «إياكم و المراء و الخصومة ، فانهما يمرضان القلوب على الاخوان ، و ينبت عليهما النفاق» , و قال علي بن الحسين (عليهما السلام) : «ويل أمة فاسقا من لا يزال مماريا! ويل أمة فاجرا من لا يزال مخاصما! ويل أمة آثما من كثر كلامه في غير ذات اللّه!» , و قال الصادق (عليه السلام) «لا تمارين حليما و لا سفيها ، فان الحليم يغلبك و السفيه يؤذيك».
وقال «إياك و المشادة ، فانها تورث المعرّة و تظهر العورة» , و قال (عليه السلام) «إياكم و الخصومة ، فانها تشغل القلب ، و تورث النفاق ، و تكسب الضغائن» فمن تأمل في ما يدل على ذمها و سوء عاقبتها عقلا و نقلا- فمع عدم ترتب فائدة عليها ، و تذكر ما ورد في مدح تركها و فوائد ضدها ، اعني طيب الكلام - يسهل عليه ان يتركها و لا يحوم حولها .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|