أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
8293
التاريخ: 24-09-2014
8570
التاريخ: 24-09-2014
8939
التاريخ: 24-09-2014
8880
|
قال تعالى : {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ } [ص : 21 ، 22] يقص سبحانه على نبيه الكريم حادثة وقعت لداود ، وهي انه كان في ذات يوم منقطعا إلى ربه في مصلاه فإذا باثنين (1) أمامه وجها لوجه ، فراعته هذه المفاجأة في غير أوانها . . وفوق ذلك دخولهما من أعلى الحائط ، لا من المدخل المعتاد .
وتجدر الإشارة إلى أن دخولهما كذلك على داود لا دلالة فيه من قريب أو بعيد على انهما من الملائكة كما استنتج بعض المفسرين . . فإن الإنسان قد يدخل البيوت من غير أبوابها لسبب من الأسباب ، وليس في الآيات أي ذكر للملائكة ، والمفهوم من كلمة الخصمين اثنان من الناس ، فتأويلهما بملكين لا مبرر له .
« قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ ولا تُشْطِطْ واهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ » . حين رأيا ما حل به من الخوف أسرعا إلى طمأنته وقالا : جئنا للتقاضي عندك ، فاحكم بالعدل وأرشدنا إلى الحق ولا تنحرف عنه ، ثم قال أحدهما : {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ } [ص : 23] أكفلنيها أعطنيها ، وعزّني في الخطاب غلبني في القول ، والنعجة أنثى الضأن ، ولا داعي للتأويل ، فظاهر الآية ان حادثة من هذا النوع وقعت في عهد داود ، ولها أمثال في كل زمان ومكان بخاصة في زماننا ، فيجب الأخذ بالظاهر والعمل به .{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} [ص : 24] . قال هذا داود قبل أن يطلب من المدعي البينة ، ويستوجب المدعى عليه « وإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ » . قال المفسرون : المراد بالخلطاء الشركاء ، ولكن لا شراكة بين المتخاصمين ، والسياق يومئ إلى أن المراد بهم الأقوياء ولو من باب المجاز « إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقَلِيلٌ ما هُمْ » . القوة للحق إذا كانت في يد الأخيار أما إذا ملكها الأشرار فهي على الحق من غير شك ، وأهل الخير قلة في عددهم ، ولكنهم أقوياء في أخلاقهم وصفاتهم .
« وظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وخَرَّ راكِعاً وأَنابَ » . بعد ان حكم داود لأحد الخصمين تنبه إلى أنه حكم له قبل أن يدلي الخصم الآخر بحجته ، فندم وطلب من اللَّه العفو والمغفرة {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص : 25] . غفر اللَّه لداود لأنه من السابقين الأولين إلى طاعة اللَّه ومرضاته .
وفي كتاب « عيون الأخبار » للشيخ الصدوق : ان سائلا سأل الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن قصة داود مع أوريا وزوجته ؟ فنفى الإمام ما ينسبه الناس إلى داود . فقال السائل : ما كانت خطيئته يا ابن رسول اللَّه ؟ فأجاب بجواب طويل جاء فيه :
عجّل داود على المدعى عليه ، فقال : « لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ » ولم يسأل المدعي البينة ، ولم يقبل على المدعى عليه ، فيقول له : ما تقول ، فكان هذا خطيئة رسم الحكم ، لا ما ذهب إليه الناس ، ألا تسمع اللَّه عز وجل يقول : {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى} [ص : 26].
وتسأل : كيف حكم داود للمدعي من غير بينة مع ان الأنبياء معصومون عن الخطأ والخطيئة ؟ .
الجواب : ليس معنى العصمة ان للمعصوم طبيعة غير طبيعة الناس بخصائصها وغرائزها . . كلا ، ان هو إلا بشر ، وانما معنى العصمة ان اللَّه سبحانه يلطف بالمعصوم ، ولا يتخلى عنه إطلاقا ، فإذا حاول - مثلا - أن يخدعه إنسان بحسن مظهره أرشده اللَّه إلى حقيقته قبل أن يقع في الشباك ، وهذا ما حدث بالفعل لداود . .
خدعه صاحب النعجة الواحدة بأسلوبه الذي يثير الإشفاق والرحمة فحكم له ، ولكن اللَّه ألهمه الحقيقة قبل تنفيذ الحكم فاستدرك وأناب .
وقريب من هذا ما حدث لرسول اللَّه (صلى الله عليه واله) مع سارق ادعى براءته ، وكاد الرسول الأعظم ينخدع لولا أن ثبته اللَّه بقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ ولا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً )- أي لا تخاصم عن الخائنين – (واسْتَغْفِرِ اللَّهً إِنَّ اللَّهً كانَ غَفُوراً رَحِيماً . ولا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ )- 106 النساء ج 2 ص 429 . وقال تعالى مخاطبا نبيه الكريم محمدا (صلى الله عليه واله) : (ولَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا) - 74 الإسراء . وفي الحديث الشريف : إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ ، وأنتم تختصمون إليّ ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع ، فمن قضيت له شيئا من حق أخيه فإنما أقضي له قطعة من نار . وهذا الحديث لا ينطبق تماما على ما نحن فيه ، ولكن يمكن الاستئناس به . أما توبة الأنبياء واستغفارهم من الذنوب فهي ضرب من العبادة والتواضع للَّه سبحانه . وقد أشرنا إلى ذلك أكثر من مرة .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|