أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
![]()
التاريخ: 26-09-2014
![]()
التاريخ: 28-09-2014
![]()
التاريخ: 24-11-2014
![]() |
قال سبحانه في الآية المتقدمة : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة : 44]. وقال في الآية 45 : { ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } . وقال في الآية 47 ؟
{ ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ } . ثلاثة أوصاف تواردت على موصوف واحد ، وقد اختلف المفسرون في التوجيه والتأويل ، ونضرب صفحا عن أقوالهم تجنبا للإطالة ، أما رأينا فنبديه فيما يلي :
ان الدين عقيدة وشريعة ، والعقيدة من صفات القلب ، ولها أصول ، وهي الايمان باللَّه وصفاته ، وكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر ، والشريعة أحكام عملية تتعلق بالأقوال والأفعال ، وإذا أطلق لفظ الكفر مجردا عن القرينة ، كما لو قيل : فلان كافر فهم منه انه يجحد أصول العقيدة كلا أو بعضا . . وإذا أطلق لفظ الفسق فهم منه انه مقر بالدين أصولا وفروعا ، ولكنه متهاون ، وتارك العمل بالفروع كلا أو بعضا .
هذا ، إذا أطلق كل من اللفظين ، دون أن يضاف إلى شيء ، أما إذا أضيف الفسق إلى العقيدة كقولنا : فلان فاسق العقيدة فيكون المراد بالفسق الكفر ، وقد جاء هذا الاستعمال في القرآن ، قال تعالى : {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة : 99]. وإذا أضيف الكفر إلى العمل ، لا إلى العقيدة فالمراد منه الفسق ، قال تعالى : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران : 97].
فقد وصف سبحانه تارك الحج بالكفر ، مع انه مؤمن بجميع الأصول ، فيتعين ان المراد بالكفر الفسق .
أما لفظ الظلم فيجوز إطلاقه على الكفر وعلى الفسق ، لأن كلا من الكافر والفاسق قد ظلم نفسه ، حيث حملها من العذاب ما لا تطيق ، قال تعالى : {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة : 254]. وقال : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} [البقرة : 140]. وكتم الشهادة بوجه العموم لا يوجب الكفر باتفاق المسلمين .
وبهذا يتبين معنا ان الكفر والفسق والظلم ألفاظ كثيرا ما تتوارد في القرآن على معنى واحد ، وعليه يصح أن يوصف بها من لم يحكم بما أنزل اللَّه ، والقصد التغليظ على من لم يحكم بالحق ، سواء أحكم بالباطل ، أو استنكف عن الحكم سلبا وإيجابا ، ونفس الشيء يقال فيمن يحكم عليه بحكم اللَّه فيستنكف عن تنفيذه والإذعان له .
وبهذه المناسبة نشير إلى أن الفقهاء اتفقوا على ان من جحد حكما شرعيا ثبت بإجماع المسلمين كوجوب الصلاة وحرمة الزنا فهو كافر ، ومن خالفه مقرا به فهو فاسق .
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تحذّر من خطورة الحرب الثقافية والأخلاقية التي تستهدف المجتمع الإسلاميّ
|
|
|