أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2014
5472
التاريخ: 1-12-2015
5638
التاريخ: 3-10-2014
5216
التاريخ: 2024-11-04
361
|
قال تعالى :{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف : 172].
في المسلمين فئة تؤمن بعالم الذر مستندة إلى هذه الآية ، وإلى بعض الروايات ، ومعنى عالم الذر عند هذه الفئة ان اللَّه بعد أن خلق آدم أخرج من صلبه كل ذكر وأنثى يوجدان - فيما بعد - منذ آدم الأول إلى نهاية الكون ، وجمعهم دفعة واحدة على هيئة الذر ، ثم قال لهم : ألست بربكم ؟ . قالوا : بلى أنت ربنا ، وبعد هذا الاعتراف ردهم إلى صلب آدم . . ونحن مع الذين يؤمنون بعالم الذر ان أجابوا عن التساؤلات التالية : أين جمع اللَّه هذه الذرية ؟ . هل جمعها في هذه الأرض أو في غيرها ؟ .
وهل تتسع هذه الأرض لهم جميعا ؟ . ولنفترض انها اتسعت ، لأنهم على هيئة الذر ، فهل كان آدم من الضخامة بحيث يستوعب كل من خرج منه مباشرة وبالواسطة إلى يوم يبعثون ؟ . ثم هل يتذكر واحد من الجم الذي يفوق عدد الرمال ، هل يتذكر واحد فقط هذا الخطاب والعهد الذي أعطاه للَّه مشافهة ؟ . وان كان قد أنساه طول العهد ، فكيف يحتج اللَّه عليه بشيء لا يتذكره . . هذا من جهة العقل ، أي بعض ما يدور في ذهن العاقل . أما من جهة نص الآية فإنه يدل على عكس عالم الذر الذي أخذ من صلب آدم الأول ، لأن اللَّه سبحانه قال : {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ } [الأعراف : 172] ولم يقل من آدم ، مع العلم ان ابن آدم يقال له : آدم ، ولا يقال لآدم الأول : ابن آدم . .
وأيضا قال تعالى : { مِنْ ظُهُورِهِمْ }ولم يقل من ظهره . وقال : {ذُرِّيَّتَهُمْ } ولم يقل : ذريته . . هذا ، إلى ان اللَّه قال في الآية الثانية : انه فعل ذلك لئلا يحتج عليه أحد بشرك الآباء ، مع ان أول من أشرك لا مبرر لاحتجاجه بشرك أبيه ، لأن المفروض ان أباه لم يشرك . . وان دل هذا على شيء فإنه يدل على ان العهد قد أخذ من كل واحد و احد مستقلا بعد وجوده حتما ، بل وبعد رشده وإدراكه . ونحن لا نفهم معنى لهذا العهد المأخوذ من الإنسان للَّه تعالى الا الفطرة ، وغريزة الاستعداد التي أودعها اللَّه في كل عاقل ، والتي بها - لو قصد التفهم والتدبر - يميز بين الهدى والضلال ، وبين الحق والباطل ، وبها يهتدي إلى الإيمان باللَّه ودينه الحق . . وبكلمة ان على كل امرئ ان يتفكر في آيات اللَّه ودلائله . واتفق المسلمون قولا واحدا على ان السنة النبوية تفسير وبيان للآيات القرآنية ، وقد ثبت بالتواتر قوله (صلى الله عليه واله) : كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه . وقوله : يقول اللَّه اني خلقت عبادي حنفاء ، فجاءتهم الشياطين فاجتاحتهم عن دينهم . { وأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا } . كل من السؤال والجواب قائم إلى اليوم ، وإلى آخر يوم ، لأنهما بلسان الحال والواقع ، تماما كقوله تعالى : فَقالَ لَها ولِلأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ - 11 فصلت . « أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ » أي مخافة أن تقولوا أو لئلا تقولوا : { إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ } . هذا إشارة إلى التوحيد الذي دل عليه قوله :{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى }. لا تعليل ولا معذرة أبدا ، لا في هذه الحياة ولا في الآخرة لمن منحه اللَّه الاستعداد الكامل لتفهم الدلائل والبينات على وحدانية اللَّه وعظمته ، ثم كفر وأشرك . « أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ » . يقلد الإنسان في الأشياء التي تحتاج إلى التخصص ، وتستغرق سنوات من الدراسة كالطب والهندسة ، وما إليهما ، أما الإدراكات الفطرية التي لا تكلف الإنسان أكثر من اليقظة والتنبه كوجود اللَّه ووحد انيته ، أما هذه فالكل فيها سواء . . وقد أقام اللَّه سبحانه البراهين الوافية الكافية على وحدانيته ، ومنح كل عاقل الاستعداد لتفهمها بيسر ، ولم يبق عذرا لمعتذر بأنه جحد أو أشرك تقليدا لغيره من المبطلين . . ولا فرق أبدا في نظر العقل بين من يعمل بغير علمه متعمدا وبين من يتبع الباطل جهلا به ومن غير قصد مع قدرته على معرفته وتمييزه عن غيره . { وكَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ ولَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } إلى عقولهم التي تؤدي بهم حتما بمعونة الدلائل إلى عقيدة التوحيد .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يحتفي بذكرى ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجمع العلقمي
|
|
|