أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2016
2757
التاريخ: 27-10-2016
5610
التاريخ: 26-10-2016
1183
التاريخ: 27-10-2016
1903
|
سجل أحد فناني نرام سين انتصاره على بعض خصومه "ملوك سودوري ولولوبو فيما وراء دجلة" على نصب تعتبر مناظره من أمتع النقوش الأكدية المتأثرة بالفن السومري حيوية وحركة، فصور فيه ملكه بجسم فارع مشدود على الرغم من لحيته الطويلة الكثة، وبقوسه المشدود وتاجه ذي القرون وصندله ذي الشرائط، يسير قدمًا برجاله ليهاجم بهم حصن أعدائه، وصور مقدمي جيشه وحملة ألويته يصعدون معه سفح التل الذي يقوم الحصن فوقه ويتخللون أدغاله "التي عبر عنها بشجرة هرمة"، فأبدع تصوير حركتهم الصاعدة وأبدع تصوير العمق بين صفيهم، وصور مبلغ أوامر الملك يأمر بها من خلفه، وصور نافخ البوق يرتكز على الأرض بيده ويشرع بوقه عاليًا ليرسل صوته قويًّا مدويًّا، وصور بعض الأعداء يتساقطون من سفح التل على أم رءوسهم، وصور بعضًا آخر يهبطون التل هبوطًا اضطراريًّا عموديًّا، وكأنه أراد أن يعبر عن التباين بين ارتقاء في جانب وبين هبوط في جانب آخر، ثم جعل غاية الركب قمة جبل عظيم تتوجه رموز مقدسة محورة قد ترمز إلى الثالوث الفلكي ثالوث القمر والشمس والزهرة.
واكتفى فنان النصب بتصوير الخطوط العامة في وجوه رجاله دون تفصيل، فيما خلا وجه الملك، ولكنه عوض عمومية ملامح الوجوه بالتعبير عن القوة الدافعة في نفوس أصحابها عن طريق تمثيل صدورهم الناهضة ورؤوسهم المشرعة واختلاف المستويات بين سيقانهم خلال عملية التسلق، وصور ثيابهم رقيقة تكاد تشف عن أجسادهم على غير العادة في أغلب الصور العراقية القديمة(1).
وفي النحت طبعت الروح الأكدية فنون عصرها بطابعها، فنحت المثالون لملوكهم الكبار تماثيل تقرب من أحجامهم الطبيعية وشكلوها بالملامح السامية الصلبة الدقيقة. وكانوا قد ورثوا عن أواخر العصر السومري الأسلوب الواقعي فهذبوه، ومن خير ما يستشهد به من إنتاجهم الفني رأس ملكية "لعلها لسرجون؟ " صنعت من البرونز(2)، تخلى فنانها عن عادة التعبير باتساع محجري العينين وشدة تحديقهما عن شدة بأس الحكام ومهابتهم، وعبر عن شخصية نبيلة قبل كل شيء، فاكتفى بتمثيل العين اللوزية السامية في حجمها الطبيعي وأرخى جفنها الأعلى قليلًا، ولانت يده في التعبير عن انحدار صفحتي الخدين وامتلاء الشفتين ودقة عظام الأنف، وعني بتمثيل اللحية المرجلة ولكنه أعطاها في مجملها ملامح اللحية الطبيعية ووصل بينها وبين شعر الفودين وشعر الشارب، وترك خصل الشعر الطبيعي الممشطة تتهدل على الجبهة بعد أن سوى أطرافها، ومثل في مؤخرتها غطاء الرأس أو الخوذة الملكية، بعصابة مجدولة ذات شريط ذهبي تبرز مقدمتها قليلًا إلى الأمام على هيئة العمامة وتنعقد مؤخرتها "مع حملة الشعر" من الخلف بحلقات معدنية، وتنسدل تحتها ضفائر صغيرة تنهدل على العنق ...
ومارس الفنانون مهارتهم في الحجر، وبقيت إنتاجهم عدة رءوس حجرية اختلفت فيما بينها في درجات الإجادة وسلامة التعبير(3).
واستفادت نقوش الأختام من الأساليب الراقية التي انتهى إليها عصر بداية الأسرات السومري، فحافظت على الخطوط الممتلئة اللينة، واستفادت من تنوع الموضوعات، ولكنها تأثرت إلى جانب ذلك بروح الكفاح في عصرها فعبرت عن مناظر الصراع الأسطورية القديمة تعبيرًا منطقيًّا يظهر الجهد والعزم والحركة ولا يعتمد فقد على تصوير البطش والهيئة المخيفة، ومن ذلك أن صورت إحداهما بطلها بجسم الفحل يعصر رقبة أسد خاص، أسلوبًا قد يقبله ذوق وينفر منه آخر، وهو ترقيش جسومها ورؤوسها بحبيبات وخطوط وتموجات تعبر عن الشعور والمخالب وزخارف الملابس.
وتخلفت بعض وثائق المعاملات الأكدية الصغيرة، ومن نماذجها إيصال يتحدث عن مقدار من الشعير عهد به فلاح إلى تاجر ليبيعه باسمه في سوق مدينة لولوبوم "قرب السليمانية وشرق كركوك الحالية"، وسجل كاتب الإيصال صنف الشعير ووزنه بالكور(4).
وتقرير صغير آخر عين كاتبه فيه مقادير الغلال التي تسلمها منه شخص معين ذكره باسمه واسم بلده، وكان عليه أن يصرفها لعدد من الرجال والنساء والأطفال شهرًا بشهر لمدى أربعة شهور، وجعل نصيب رئيس العمال 120 كو شهريًّا، ولأربعة عمال 60 كو "للواحد؟ "، ولجاريتين 30 كو، ولولدين 30 كو، ولطفلين 20 كو، ولبنتين 20 كو. ثم جمع المقادير كلها في الشهر فأصبحت كورا و260 كو "والكور يساوي 300 كو"، وفي الأربعة شهور 7 كور و140 كو(5).
__________
(1) See, Groenewegen- Frankfort, Arrest And Movement, 162 F.
وراجع عن نصب أخرى ونقوش مختلفة من عهد نرام سين:
Sidney Smith, Early History Of Assyria, 96 F. L.W. King, A History Of Sumer And Akkad, 245, Fig. 59; Geographical Journal, Lxv, "1925", 63 F.
ديلابورت: المرجع السابق - شكل 28 وص112.
(2) Frankfort, Op, Cit., Pls. 42-43; Annals of Archaeology and Anthropology, Liverpool, Xix, "1932".
(3) Frankfort, More Sculpture, Pls. 68, 72; G. Contenau, Manuel…, 685, Figs., 474-5; Bulletin Of The Fogg Museum Of Art, Harvard University, Lx "1939", 13-18. Frankfort Op. Cit., Pl. 45 a "Brit. Mus. 91478".
(4) Th. J. Meek, Anet, 217.
(5) Ibidem.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|