أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016
2002
التاريخ: 31-10-2016
7114
التاريخ: 17-1-2016
1944
التاريخ: 2024-10-06
468
|
تأثر نمو السكان في قارة اوربا بعدد من العوامل – شانها في ذلك شان باقي القارات – التي يمكن تتبعها من خلال تحليل ارقام الجدول رقم (1) الذي يبين تطور عدد سكان قارة اوربا في الفترة الممتدة بين عامي 1650 – 1995: (1)
تظهر ارقام الجدول رقم (1) بداية تزايد سكان القارة بشكل كبير منذ منتصف القرن السابق عشر حين بلغ عدد سكان اوربا 100 ، 103 مليون نسمة خلال عامي 1600 ، 1650 على الترتيب بعد ان كان عددهم يتراوح بين 50 ، 60 مليون نسمة عام1450، ومرد ذلك انتعاش الأحوال الاقتصادية في القارة بعد بدء حركة الكشوف الجغرافية الاوربية وما تلاها من استغلال الموارد الطبيعية للعديد من أقاليم العالم لذلك بلغ عدد سكان القارة 144 مليون نسمة 1750 بعد ان كان 103 مليون نسمة عام 1650 وبذلك زاد سكان القارة بنسبة 39،8% خلال فترة المائة سنة الممتدة بين عامي 1650، 1750.
واسهمت الثورة الصناعية التي شهدتها القارة خلال القرن الثامن عشر في استمرا نمو سكان اوربا الذي بلغوا نحو 423 مليون نسمة عام 1900 بعد ان كانوا نحو 274 مليون نسمة عام 1850 مما يعني ان سكان اوربا كادو يتضاعفون خلال فترة الخمسين عاما الممتدة بين عامي 1850 ، 1900 مما يعكس النمو السريع لسكان القارة خلال هذه الفترة.
ويلاحظ التناقص الواضح لسكان اوربا مع بداية القرن العشرين نتيجة لاستبعاد اعداد سكان الجانب الأوربي من الاتحاد السوفيتي السابق من جملة سكان القارة في الاحصائيات المعلنة وذلك بعد الثورة الشيوعية التي اندلعت عام 1912 وأعلنت تأسيس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.
وتؤكد ارقام الجدول رقم (1) انخفاض معدل الزيادة السكانية لسكان قارة اوربا بشكل واضح خلال القرن العشرين حيث بلغ على سبيل المثال نحو 0،8% خلال الفترة الممتدة بين عام 1920، 1970، في حين بلغ خلال نس الفترة 8،6% ، 2،9% ، 2،2% في قارات امريكا اللاتينية، افريقيا، اسيا على الترتيب، بينما لم يتجاوز معدل الزيادة السكانية للسكان 0،4% خلال الفترة الممتدة بين عامي 1970، 1985، في حين بلغ خلال نفس الفترة على سبيل المثال 4،3%، 2،9% ، 2،5% ، 2،2% في قارات افريقيا، أمريكا اللاتينية، اسيا، الاوقيانوسية على الترتيب، مما يعكس بطء نمو سكان قارة اوربا الذين لم تتجاوز نسبتهم 9،5% ، 13،1% من جملة سكان العالم خلال عامي 1990 ، 1995 على الترتيب.
ويرجع ذلك الى انخفاض مستوى الخصوبة اذ بلغ المتوسط العام لمعدل المواليد في القارة نحو 13 في الالف، وان تباين على مستوى أقاليم القارة اذ بلغ 12 في الالف بغربي القارة، 13 في الالف بشمالي القارة، 16 في الالف بشرقي القارة، وتباين هذا المعدل بشكل كبير على مستوى دول القارة اذ بلغ أقصاه في دول مثل البانيا (26 في الالف)، بولندا وايرلندا (18 في الالف)، ايسلندا ورومانيا ومالطة (16 في الالف)، في حين بلغ ادناه في دول مثل المانيا وإيطاليا (10 في الالف)، والدنمارك ولوكسمبورج (11 في الالف)، والنرويج والسويد والنمسا وبلجيكا وسويسرا وبريطانيا والمجر واليونان والبرتغال (12 في الالف)، وعموما لا يتجاوز المعدل السنوي لنمو السكان في شمالي اوربا 0،1%، وفي غربي القارة 0،3%، وفي شرقي اوربا 0،7%، وفي جنوبي القارة 0،8%.
ويرجع هذا التباين – رغم ميل المعدلات الى الانخفاض بصورة عامة بالمقارنة بمثيلتها على مستوى باقي القارات – الى عدة عوامل يأتي في مقدمتها اختلاف التركيب العمري والنوعي للسكان والذي تأثر كثيرا في العديد من دول القارة بالخسائر البشرية الناجمة عن اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي دارت رحاها في ارجاء واسعة من اوربا، كما لا يمكن اغفال تأثير فترة الكساد الاقتصادي التي تعرض لها العالم وخاصة اوربا خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين من العوامل التي أدت الى تدني معدلات المواليد في قارة اوربا بصورة عامة، وهو واقع لا زال مستمرا حتى الان. يمكن تأكيد ذلك من خلال تتبع مستوى خصوبة المراة ويقصد به عدد المواليد التي تنجبها المراة خلال حياتها والتي تتراوح بين 1،6 ، 2،1 مولود في دول اسكندناوه (السويد، النرويج، فنلندا، الدنمارك)، بالإضافة الى بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورج وبولندا. في حين تقل عن 1،6 مولود في باقي دول القارة وخاصة إيطاليا اسبانيا ولاتفيا والتشيك حيث بلغ المعدل 1،2 مولود فقط (عام 1997).
ومن اهم الظواهر السكانية في اوربا امد الحياة نتيجة لارتفاع مستويات المعيشة بصورة عامة، الى جانب ارتاع مستوى الخدمات الصحية واتساع دائرتها، لذا بلغ امد الحياة نحو 78 عاما في فرنسا، في حين تجاوز بقليل 70 عاما في دول القارة باستثناء روسيا الاتحادية وأوكرانيا وبيلاروسيا ورومانيا ومولدافيا حيث تراوح امد الحياة فيها بين 60 – 69 عاما. ولابراز ملامح هذه الظاهرة نشير الى انه لكل مائة شخص تحت سن العشرين عاما يوجد ستون شخصا يتجاوز عمر كل منهم ستون عاما وذلك في كل من المانيا والنمسا والسويد والمجر(3).
وتعد الهجرة من اهم العوامل التي تسهم ي تغير حجم السكان، لذا تلعب دورا لا يمكن اغفاله في تحديد التركيب العمري والنوعي للسكان وبالتالي تسهم في تحديد الخصائص الديموغرافية والاقتصادية لهم. ويمكن اعتبار الهجرة متنفسا للضغط السكاني على الموارد الطبيعية المتاحة في الأقاليم الطاردة للسكان كما كان الحال في قارة اوربا خلال مراحل عديدة من تاريخها الطويل فقد نزح من اوربا اكثر من 50 مليون نسمة توجهوا الى الأميركتين خلال الفترة الممتدة بين عام 1846، 1924، أي بمعدل 641 الف مهاجر سنويا.
وبلغ معدل النزوح الأوربي الى أمريكا الشمالية أقصاه خلال العقد المحصورة بين عامي 1900، 1910 حين هاجر الى الأميركتين حوالي 9،2 مليون مهاجر منهم نحو 6،8 مليون مهاجر توجهوا الى الولايات المتحدة الامريكية، 1،1 مليون مهاجر توجهوا الى كندا، 1،3 مليون مهاجر توجهوا الى الارجنتين.
واستقبلت الولايات المتحدة الامريكية وحدها نحو 36 مليون مهاجر اوربي خلال الفترة الممتدة بين عامي 1820، 1942 منهم 8،5 مليون نازح من المملكة المتحدة (4)، 5،6 مليون نازح من المانيا، 4،6 مليون نازح من إيطاليا، 4،2 مليون نازح من دول وسط اوربا خاصة النمسا والمجر.
وتغير نمط الهجرة النازحة من اوربا بعد الحرب العالمية الثانية حيث غلب عليها الدوافع السياسية تماما كتأثير الدوافع الاقتصادية، ولتأكيد ذلك نشير الى ان نحو 877600 لاجئ سياسي اوربي نزحوا من اوربا وتوجهوا الى كل من الولايات المتحدة الامريكية وكندا وأستراليا خلال الفترة الممتدة بين عامي 1946 ، 1952.
وتغير نمط المهاجرين النازحين من اوربا واصبحوا خلال العقود الأخيرة من الايدي العاملة الماهرة وأصحاب المؤهلات التعليمية العالية المتنوعة بعد ان كانوا في الماضي من المزارعين والايدي العامة غير الماهرة.
وعلى الجانب الاخر شكلت اوربا قبلة لأعداد كبيرة من المهاجرين النازحين الى القارة من خارجها وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فقد اتجهت اعداد كبيرة من سكان المغرب العربي وبعض جزر البحر الكاريبي الى فرنسا، ومن ايران الى السويد، ومن باكستان والهند ونيجيريا وبعض جزر البحر الكاريبي الى المملكة المتحدة، ومن اندونيسيا الى هولندا، ومن المغرب الى بلجيكا.
ويبحث بعض الوافدين الى القارة عن العمل والاستقرار في اوطان جديدة والبعض الاخر من اللاجئين السياسيين الساعين الى الامن والأمان بعيدا عن الاضطهاد بكافة انواعه والذي يعانون منه في اوطانهم الاصلية ومعظمها من دول العالم الثالث، وهي عموما هجرة يمكن تسميتها باسم الغزو الصامت silent invasion , وتعد اوربا حاليا موطنا لملايين البشر النازحين اليها من القارات الأخرى، والذي يمكن تصنيفهم الى مهاجرين دائمين، ايد عاملة مهاجرة بصفة مؤقتة، لاجئين سياسيين.
وتتصدر المانيا دول اوربا المستقبلة للمهاجرين الأجانب حيث يبلغ عددهم نحو ستة ملايين، يليها فرنسا (4 مليون مهاجر اجنبي)، ثم إيطاليا وسويسرا ويوجد في كل منها نحو مليون مهاجر اجنبي من خارج القارة.
وفيما يتعلق بالهجرة – حركة السكان – بين الدول الاوربية نشير الى تزايد معدلاتها بصورة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فقد أدت هذه الحرب وما تلاها من احداث الى إعادة انتشار اكثر من 15 مليون اوربي على مستوى أقاليم القارة منهم نحو عشرة ملايين الماني، 1،5 مليون بولندي، ما بين 1 – 1،5 مليون من دول الاتحاد السوفيتي السابق"، بالإضافة الى عودة اكثر من ربع مليون اوربي نزحوا من المستعمرات الاوربية السابقة وعادوا الى اوطانهم الاصلية في القارة.
ويمكن تصنيف الهجرة السكانية بين دول القارة الى نمطين رئيسيين، النمط الأول دافعه اقتصادي كمحور الهجرة البشرية من الدول الاوربية الافقر المطلة على البحر المتوسط الى الدول الصناعية في الشمال بحثا عن قرص عمل كهجرة اعداد غير قليلة من سكان كل من تركيا والبرتغال وإيطاليا ويوغسلافيا الى المانيا على وجه الخصوص. والنط الثاني دافعه سياسي كمحور تحرك السكان من البوسنة والهرسك وإقليم كوسوفو على وجه الخصوص الى بعض دول الشمال والوسط هربا من حروب التصفية الجسدية وحرق الأرض التي تشنها صربيا على السكان المسلمين، لذا بلغ عدد المهاجرين منهم الى دول شمال ووسط اوربا نحو 2،5 مليون مهاجر (لاجئ).
وقدر عدد المهاجرين – أي الذي يعيشون في دول غير التي ولدوا فيها – في الدول الاوربية بنحو 25 مليون مهاجر وذلك في بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين، وتعد دول شرقي القارة الى جانب التشيك وسلوفاكيا اقل دول اوربا استقبالا للمهاجرين بحكم الأنظمة السياسية الاشتراكية التي كانت سائدة فيها، بالإضافة الى الضالة النسبية لإمكاناتها الاقتصادية، لذلك شكلت نسبة المهاجرين فيها نحو 0،1% فقط من جملة سكان كل منها.
وهناك مجموعة اخرى من دول القارة تضم إيطاليا واسبانيا والبرتغال ودول البلقان وبولندا والدنمارك والنرويج وايسلندا تراوحت نسبة المهاجرين فيها ما بين 1 – 4،9% من جملة سكان كل منها. ثم مجموعة دول السويد وألمانيا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا وايرلندا والتي كون المهاجرون فيها ما بين 5 – 9،9% من جملة سكان كل منها وتتصدر فرنسا دول القارة في هذا الصدد بحكم نشاطها الاستعماري القديم، لذا شكل المهاجرون فيها حوالي 10،4% من جملة سكانها وذلك في بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تشتمل الأرقام على عدد سكان روسيا حتى عام 1900، وبعد العام المذكورة اصبح عدد السكان في دول الاتحاد السوفيتي (السابق يظهر في الاحصائيات الدولية مستقلا عن عدد سكان كل من اوربا واسيا.
(2) يضم هذا الرقم عدد سكان دول شرقي القارة التي كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
(3) على مستوى دول العالم يبلغ امد الحياة أقصاه في اليابان (80 عاما)، وادناه في سيراليون (34 عاما) وذلك تبعا لإحصائيات عام 1997.
(4) منهم نحو 4،4 مليون نازح من ايرلندا.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|