أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
1061
التاريخ: 13-11-2016
917
التاريخ: 13-11-2016
959
التاريخ: 2023-12-16
1136
|
اما عن الديانة السائدة في تدمر فهي الديانة الوثنية (1) حيث عبد التدمريون الاصنام بصفتها الهة (2) ، وقد وصل عددها عندهم الى حوالي الستين صنما (3) ، وقد انحدر عدد كبير منها من المعتقدات الدينية العربية القديمة كاللات والعزى ومناة وشمس وشيع القوم وغيرها كما انحدر بعض منها من العراق كبعل وبنو عشتار (4) ونرغال وغيرها .
وقد تأثر التدمريون ببعض معتقدات اليونان والرومان نتيجة اختلاطهم بهم فحملت بعض اصنامهم صفات اصنامهم وامتزجت بها (كزوس وابولو واثينا وهرقل) (5) غير ان الاعتقاد العام الذي يؤمن به التدمريون تجاه هذه الاله هو انها تمثل قوى سماوية بنظرهم كالشمس والقمر والنجوم (6) ، فضلا عن اعتقادهم ان هذه الالهة تتصف بالطيب والرحمة حيث يعد الرب بل او بعل هو راس الارباب(7) التدمريون وهو يماثل مردوخ عند البابليين (وزوس- جوبيتر) لدى اليونان والرومان .
وقد تصور التدمريون لهذه الارباب أولاداً فذكروا ان (بنو) هو الابن البكر للرب بعل ، وقد اعتقدوا ان بنو يقوم بوظيفة كاتب الارباب الذي يسجل المقادير في اللوح المحفوظ فهو بهذا يعد بنظرهم سيد القلم (8) .
اما (بعلشمين) فهو في نظرهم سيد السماوات ومهماته وصفاته قد تختلط بمهمات (بعل) لانه يعد ايضا سيد الخلود وسيد العالم ، وقد وصفه التدمريون بـ (الطيب – والكبير – والمثيب – والرحمن) وقد علت شعبيته عندهم منذ منتصف القرن الثاني الميلادي حتى سقوط تدمر في اواخر القرن الثالث (9) بحيث طغت مكانته على بقية الارباب فوصف بانه (الرب الاحد) وقد رأى البعض في هذه الظاهرة اتجاها من التدمريون نحو التوحيد (10) . او ربما جاء ذلك نتيجة لتأثر التدمريون بأصحاب الديانات التوحيدية كاليهودية والنصرانية (11) الذين كان يعيش عدد كبير منهم الى جانبهم في مدينة تدمر (12) .
وبجانب هذه الالهة عبد التدمريون الهة اخرى بابلية الاصل كما عبدوا الاله (حدد) والاله عشتروت وهما سوريين (13) ، وقد كان رجال الدين في تدمر يقيم قسم منهم في المعابد الرئيسة وقسم اخر يعيش مع القبائل (14).
_________
(1) ابن الكلبي ، الاصنام ، ص44 ؛ حسن ، التاريخ الاسلامي ، ص136 ؛ خان ، الاساطير العربية ، ص100 ؛ الجارم ، اديان العرب ، ج1، ص23 ؛ العلي ، محاضرات ، ج1 ، ص191 ؛ يوسف ، المرجع نفسه ، مج29 ، ص212 .
(2) علي ، تاريخ العرب ، ج6 ، ص75 .
(3) حسن ، المرجع نفسه ، ص137 ؛ خان ، المرجع السابق ، ص100 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص445 ؛ لوبون ، حضارة العرب ، ص100 .
(4) الملاح ، الوسيط ، ص187 ؛ الحمد ، جواد مطر ، الاله الزهرة (الابن) ، بحث منشور في مجلة دراسات ، ع6 ، مج22 ، عمان –1995 ، ص66 .
(5) الملاح، المرجع السابق، ص190؛ علي، المفصل، ج3، ص130.
(6) ابو ضيف ، تاريخ العرب ، ص74 ؛ خان ، المرجع السابق ، ص107 ؛ يحيى، العرب في العصور القديمة ، ص383 .
(7) ابو ضيف ، المرجع نفسه ، ص74 ؛سيريغ ، المرجع السابق ، مج2 ،ص66 ؛ خياطة ، تدمر التجارة والدين ، ع72 ، ص214 .
(8) علي ، المفصل ، ج3، ص130 ؛ سالم ، دراسات ، ج1 ، ص190 ؛ باشميل ، العرب في الشام ، ص109 ؛ حتي ، تاريخ سورية ، ج1 ، ص445 .
(9) باشميل ، المرجع نفسه ، ص140 ؛ برو ، تاريخ العرب ، ص122 .
(10) علي، المفصل، ج3، ص130.
(11) قنواتي ، المسيحية والحضارة العربية ، ص45 ؛ شيخو ، النصرانية وادابها ، ص25 .
(12) سالم ، دراسات ، ج1 ، ص191 ؛ شريف ، الكعبات المقدسة ، مج29 ، ص208 ؛ Harold, Ingholt, Inscriptions and sculptures from plamyra, Paris, 1936, P.92.
(13) الحمد ، الاله الزهرة ، مج22 ، ص66 .
(14) عاقل ، تاريخ العرب ، ص150 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|