أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
948
التاريخ: 15-11-2016
809
التاريخ: 15-11-2016
939
التاريخ: 14-11-2016
361
|
[نص الشبهة]
قالت الاشاعرة: ان الله تعالى، يستحيل أن يفعل شيئا، لغرض وغاية البتة، فلم يخلق العين للأبصار، ولا الاذن للسمع، ولا الحواس للإدراك بها، ولا الاغذية للانتفاع بها، ولا الادوية لإزالة الضرر بها، ولم يخلق النار للإحراق، ولا الشمس للإشراق، ولا الغذاء للتغذي به، ولا الملاذ للالتذاذ بها، وبالجملة لم يخلق شيئا لغاية البتة.
[جواب الشبهة]
وهذا القول باطل لوجوه: الاول: انه يلزم منه العبث في فعله تعالى، لانه لا معنى للعبث الا الفعل الخالي من الغاية والغرض، وهو محال على الله تعالى.
الثاني: انه يلزم منه الظلم.
لانه اذا كلف العبد لا لغرض الافادة، والزمه مشاق التكليف لا لمنفعة في الدنيا، ولا في الآخرة.
كان ذلك محض الظلم، وهو تعالى منزه عن ذلك.
الثالث: انه يلزم منه ابطال النبوة (4)، وذلك موجب الكفر.
بيان ذلك: ان دليل النبوة مبني على مقدمة، وهي ان الله تعالى، خلق المعجز على يد مدعي الرسالة، لغرض التصديق، لانه لو فعله لا لذلك، لم يكن دليلا على التصديق.
وتمثل المسلمون في ذلك: بمدعي رسالة ملك، وقال له ايها الملك: ان كنت صادقا في مقالتي فقم، ليعرف الناس صدق مقالتي، فقام ذلك الملك طلبا لتصديقه (5)، وفعل ذلك عدة مرار، فان الناس يجزمون بصدقه.
ولو قام الملك في كل مرة، لغرض غير التصديق، كالملال من ذلك المكان، وارادة قضاء الحاجة(6)، وغير ذلك، لم يدل على صدقه.
وصار بمنزلة مالو ادعى شخص رسالة رب العالمين.
وقال: يا الله، ان كنت صادقا، فاطلع الشمس غدا من المشرق.
فطلعت على عادتها فيه (7)، لم يكن دليلا على صدقه، حيث لم يفعله تعالى لغرض تصديقه، فاذا انتفى الغرض عندهم، استحال العلم بصدق مدعي النبوة.
واعلم.
ان الاشاعرة التزموا بحكمين، ابطلوا بهما مقدمتي دليل النبوة معا (8).
الحكم الاول: انهم جوزوا: وقوع القبيح من الله تعالى.
فلم يمتنع حينئذ منه، اضلالا لخلق، فلا يلزم صدق من صدقه الله تعالى، لجواز ان يصدق الكاذب.
الثاني: انهم قالوا: ان الله لا يفعل لغرض (9).
ودليل النبوة هكذا: ان الله تعالى فعل المعجز لاجل التصديق.
وكل من صدقة الله تعالى فهو صادق.
والمقدمة الثانية (10): تبطل بالحكم الاول (11) .
والمقدمة الثانية (12): تبطل بالحكم الثاني (13).
الرابع: انه تعالى قد نص في كتابه العزيز، على ثبوت الغرض في افعاله، فقال عزمن قائل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص: 27] {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الأنبياء: 16] {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: 115] {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17] {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه: 15] {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ} [النساء: 160]، إلى غير ذلك.
_________________
(1) ينظر: قواعد المرام: ص 110، وكتاب النافع يوم الحشر: ص 51.
(2) هذه الجملة غير موجودة في النسخة المجلسية المعتمدة: ورقة 6 لوحة ب سطر 4، وانما هي موجودة ي النسخة المرعشية: ورقة 33، لوحة ب، سطر 13 - ورقة 34، لوحة ب، سطر1.
(3) ينظر: مقالات الاسلاميين: 1 / 251، 253.
(4) في المخطوطة المرعشية: ورقة 34، لوحة أ، سطر 13: (ابطال دليل النبوة)، بزيادة كلمة دليل).
(5) وفي النسخة المرعشية: ورقة 34، لوحة ب، سطر 5: (طلبا لتصديق).
(6) كناية عن الذهاب إلى الخلاء، او ما يسمى: المرحاض، او المرافق، او الادب، او (التواليت).
(7) في النسخة المرعشية: ورقة 34، لوحة أ، سطر 9: على عادتها منه.
(8) اي: خلق المعجز على يد مدعي الرسالة، لغرض التصديق، والثاني: كل من صدقه الله، فهو صادق، (المخطوطة المرعشية: ورقة 34، لوحة ب، الهامش الايمن).
(9) وفي النسخة المرعشية: ورقة 35، لوحة أ، سطر 1 - 2: الحكم الثاني: انهم قالوا: ان الله تعالى لا يفعل لغرض.
(10) اي: كل من صدقه الله فهو صادق، (المخطوطة المرعشية: ورقة 35، لوحة أ، بين سطري 3 - 4).
(11) اي: جوزوا فعل القبيح على الله، نفس المصدر السابق).
(12) وفي المخطوطة المرعشية: ورقة 35، لوحة أ، سطر 4: والمقدمة الاولى، ويبدو: ان هذا هو الصحيح.
وبين سطري 4 - 5 من نفس المصدر: (اي: خلق المعجز لاجل التصديق).
(13) اي: ان الله تعالى لا يفعل لغرض، (المخطوطة المرعشية: ورقة 35، لوحة أ، الهامش الايسر).
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|