أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-24
1263
التاريخ: 2023-11-28
1377
التاريخ: 2024-08-22
502
التاريخ: 5-9-2021
2413
|
يكون المستقبل عند بعض الناس مشرقا بمعنى وجود فرص اكثر في الحياة ومستوى افضل ماديا.. ويكون المستقبل عند البعض الاخر مظلما مع احتمالات ضئيلة جدا للفرص. واليك هذا المثال :
كنت مدعوّاً مرة لإلقاء محاضرة عن تحقيق الانجازات وذلك في احدى الجامعات. وبعد المحاضرة جاءتني مجموعة من الشباب والفتيات وقالوا ان كل ما ذكرته كان ممتازا ولكن على الورق فقط ولا يمكن تطبيقه في واقع الحياة... وسألتهم عن السبب الذي جعلهم يعتقدون ذلك.. فرد احد الشبان قائلاً: ان معظم الذين تخرجوا مازالوا بدون عمل وان نفس الشيء سيحدث لهم: أي المستقبل يبدو مظلما.. فسألته (هل تعرف احدا من الخريجين الذين وجدوا عملا على الفور بعد تخرجهم؟)... وبعد تردد بسيط قال : (نعم ... ولكن بنسبة بسيطة وكان الحظ حليفهم لكن احدا غيرهم لم يجد عملا)...
ـ وكان ردي عليه :
هو ان اعطيه نبذة عما مررت به انا شخصياً بعد سفري الى كندا في عام 1978، فان كل من قابلتهم في البداية كانوا بدون عمل وقالوا انهم على ذلك الحال لمدة طويلة ونصحوني بالعودة الى بلدي لانني لن اجد عملا، وكان امامي خيارين اما ان اقتنع بما يقولون وتهبط عزيمتي وافقد الامل او انزل فعليا الى سوق العمل واقوم بحملة بحث الى ان اجد عملا مناسباً... وقررت العمل بالرأي الثاني وفي أقل من 48 ساعة كان عندي عرضان للعمل وبدأت سلم الكفاح كغاسل اطباق وفي اقل من ثمان سنوات اصبحت مديرا عاما لاحد الفنادق الكبيرة، وقلت لهم : انتم ايضا عندكم الاختيار فاما ان تركزوا على ان تكونوا دائمي الشكوى من المستقبل وعدم وجود الفرص او ان تقوموا بالتركيز على الذين يجدون العمل ولا وسيلة لتحقيق احلامهم.. فماذا تختارون؟... وردوا عليّ بوجوه متفائلة (سنبحث عن عمل، ولكن اذا لم نجد العمل المناسب فماذا نفعل؟).. وكان ردي عليهم ان يحاولوا مرة ثانية وثالثة إلى ان يحققوا اهدافهم.. وبعد ثلاثة اشهر من هذا اللقاء اتصل بي احد الشبان وقال لي (اشكرك جدا على نصيحتك، فقد وجدت عملا بعد التخرج مباشرة.
ـ المعتقدات – معوقات تحقيق الأهداف :
هناك سببان يمنعان الناس من ان يضعوا امكانياتهم موضع الفعل.
السبب الاول هو الخوف.. فالخوف هو العدو الرئيسي للإنسان والعقبة الاولى التي تمنع الناس من التصرف لتحقيق احلامهم.. وهناك عدة انواع من الخوف :
1ـ الخوف من الفشل .. فلو ان شخصا كان قد مر بتجربة فاشلة فحتما سيتفادى ان يكرر نفس التجربة خوفا من عدم النجاح، ومن الممكن لهذا الشخص ان يتبرمج في سن مبكرة على ان لا يجازف بأي مغامرة اخرى، وربما انه قد عاش طوال حياته من الصغر ولاحظ ان والده يعمل بنفس الوظيفة طوال حياته ويكرر نفس العمل كل يوم، ومن الجائز ان يكون والده قد نصحه بان يحذو حذوه حتى لا يتعرض للفشل.
2ـ الخوف من عدم التقبل.. وهذا النوع يكون سببا في ان الاشخاص يتفادون احداث أي
تغييرات في حياتهم من الممكن ان تكون نتيجتها الرفض وعدم التقبل.. وكمثال على ذلك طلبت مني مرة احدى السيدات ان اساعدها على التوقف عن التدخين ونجحت فعلا في ذلك، وكانت مسرورة انها اقلعت عن هذه العادة السيئة. وبعد ستة اشهر اتصلت بي وطلبت مقابلتي مرة اخرى، وفي خلال المقابلة ذكرت لي انها بعد ما توقفت عن التدخين، واجهت مشكلة اخرى كبيرة وهي :
ان معظم اصدقائها كانوا من المدخنين قد بدؤوا في تفاديها والبعد عنها فشعرت انها غير مرغوب فيها معهم، فقررت ان تعيد للتدخين مرة اخرى حتى تظل متقبلة بين اصدقائها.. فأخذت في علاجها من هذا النوع من الخوف فزادت ثقتها بنفسها وبدأت تقتنع انه من الممكن ان تقلع عن التدخين وتظل في الوقت نفسه بين اصدقائها، واقتنعت انهم لو رفضوا قبولها بينهم فهم ليسوا بالأصدقاء الحقيقيين.. وبمجرد ما زال عنها هذا النوع من الخوف اقلعت عن التدخين تماماً.
3- الخوف من المجهول.. ان هذا الخوف يمكنه ان يمنعنا من التصرف، ولتوضيح ذلك اليك هذا المثال : فقد جاءني رجل يشكو من مشكلة كانت تسبب له ارتباكاً والماً شديداً فقد كان معروضاً عليه عقدا للعمل في فرنساً لمدة سنتين، ولكنه في ذلك الوقت لم يكن قد عاش في أي مكان اخر خارج مونتريال بكندا.. فسألته (ما هو أسوأ شيء من الممكن ان يحدث لو انك عشت هناك).. فكان رده (انه من الممكن الغاء العقد بعد 6 أشهر)... فسألته:
ما هي افضل النتائج التي من الممكن ان تحدث لو قبلت هذا العرض).. وكان رده (انه من الممكن ان يزور كثيراً من الدول في اوروبا بخلاف تجوله في فرنسا نفسها بالإضافة الى العائد المادي المغري ثم بعد انتهاء مدة العقد يعود الى مونتريال ويبدأ عمله الخاص).. وبعد العلاج اقتنع وقرر ان يقبل العقد وسافر فعلا الى فرنسا.. والذي حدث في حالة هذا الرجل هو اننا اوجدنا نموذجاً ايجابيا للمستقبل كان التركيز فيه على المزايا وكانت عوامل القبول اكثر كثيرا من عوامل الرفض، وقضى مدة العقد مع اسرته وتمتع بكل لحظة فيها، وعاد وبدأ عمله الخاص في مونتريال.
4- الخوف من النجاح... وهذا النوع موجود فعلا عند بعض الناس وهم في قرارة انفسهم يعتقدون ان النجاح معناه الآلام والطلاق والغش والوحدة .. ولتوضيح ذلك اليك هذا المثال : ففي عام 1996 كنت في احدى البلاد وتوجهت باحدى سيارات التاكسي لإلقاء احدى المحاضرات، وكان سائق التاكسي في الاربعينيات من عمره. وفي الطريق مرت بجانبنا سيارة مرسيدس كبيرة، فما كان من سائق التاكسي الا ان قال (جميع ملاك مثل هذه السيارات لصوص حيث انهم يقومون بعمل أي شيء من اجل النقود)... فسألته :
(الا تحب ان تمتلك مثل هذه السيارة في يوم من الأيام؟).. فنظر لي نظرة وكانني قمت باهانته وقال لي (انا لا اريد ان اكون لصا فانا سعيد بحالتي هذه).. كان هذا الرجل يعتقد ان النجاح من الممكن ان يكون سببا في ان يقلل الشخص من قيمة نفسه.. فبعض الناس لا يستطيعون ان يتخيلوا انفسهم وهم اثرياء، وعندما يكسبون اكثر من المعتاد فهم يهدمون نجاحهم ويكونوا عرضة لانفاق هذه النقود باسراف وتبذير.. وعلى ذلك فالخوف من النجاح من الممكن ان يمنع الناس من تنفيذ افكارهم.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|