أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
2535
التاريخ: 3-05-2015
2853
التاريخ: 2024-04-21
919
التاريخ: 2024-03-02
1391
|
إنّ الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) حسب القرآن الكريم هو المفسِّر الأوّل ، وإنّه لا تقتصر وظيفته في القراءة والتلاوة ، بل يتعيّـن عليه بعد القراءة تبيان ما أُجمل وتفسير ما أُبهم يقول سبحانه : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44]
ترى أنّه سبحانه يجعل غاية النزول بيان الرسول حقائق القرآن للناس ، مضافاً إلى أنّه سبحانه يُشير في بعض الآيات إلى أنّ عليه وراء البيان ، القراءة والجمع ، يقول : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 16 - 19]
فالآية تُرشد إلى الوظائف الثلاث : ( القراءة ، والجمع ، والبيان ) التي على عاتق النبي بأمر من اللّه سبحانه .
أمّا التلاوة يقول سبحانه : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} [الجمعة : 2].
وأمّا الجمع فالحقّ أنّه قد جمع القرآن في حياته ولم يترك القرآن متشتّتاً هنا وهناك .
وأمّا البيان فقد كان يبيّن آيات الذكر الحكيم بالتدريج ، قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدّثنا الذين كانوا يقرأون القرآن كعثمان بن عفان ، و عبد اللّه بن مسعود وغيرهما أنّهما كانوا إذا تعلّموا من النبي عشر آيات ، لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلّمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ؛ ولهذا كانوا يبقون مدّةً في حفظ السورة (1) .
لكنَّ جميع ما ورد عن النبي من التفسير ـ غير ما ورد من أسباب النزول ـ لا يتجاوز المِئتين وعشرين حديثاً تقريباً ، وقد أتعب جلال الدين السيوطي نفسه فجمعها من مطاوي الكتب في آخر كتابه ( الإتقان ) فرتّبها على ترتيب السور من الفاتحة إلى الناس (2) .
ومن المعلوم أنّ هذا المقدار لا يفي بتفسير القرآن الكريم ولا يمكن لنا التقوّل بأنّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) تقاعس عن مهمته ، وليس الحل إلاّ أن نقول بأنّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) أودع علم الكتاب في أحد الثقلين الذين طهّرهم اللّه من الرجس تطهيراً ، فقاموا بتفسير القرآن بالمأثور عن النبي المودَع في مجاميع كثيرة يقف عليها المتتبع في أحاديث الشيعة (3) .
وبما ذكرنا عُلم أنّ الاقتصار في التفسير بالمأثور على ما رُوي في كتب القوم لا يرفع الحاجة ، وليس للمفسِّر الواعي محيص من الرجوع إلى ما رُوي عن علي وأولاده المعصومين ( عليهم السَّلام ) في مجال التفسير وهي كثيرة ، ولعلّه إليهم يُشير قوله سبحانه : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] فالمصطفون من عباده هم الوارثون علم الكتاب .
ولنذكر نموذجاً من تفسير النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) لمّا نزل قوله سبحانه : {كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] قال عدي بن حاتم : إنّي وضعت خيطين من شعر أبيض وأسود ، فكنت أنظر فيهما ، فلا يتبيّن لي ، فضحك رسول اللّه حتى رؤيت نواجذه ، ثمّ قال : ( ذلك بياض النهار ، وسواد الليل ) (4) .
_________________________
1 ـ الإتقان :4/ 175 ـ 176 ، ط مصر .
2 ـ الإتقان : 4 / 170 ، ط مصر .
3- كتفسير البرهان للسيد البحراني ، نور الثقلين للحويزي ، وقبلهما تفسير علي بن إبراهيم وغيرها .
4- مجمع البيان : 1 / 281 ، ط صيدا .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|