أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2021
3558
التاريخ: 2-06-2015
2264
التاريخ: 18-11-2014
1826
التاريخ: 12-5-2021
4257
|
قال تعالى : {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} [يونس : 27].
لما دعا نوح قومه إلى التوحيد ردوا عليه دعوته قبل أن يدرسوها ، ويتدبروا حقيقتها . .
وتذرعوا بشبهتين : الأولى كيف يتبعونه ، وهو واحد منهم ؟ . فكثير عليه أن يتحدث باسم اللَّه من دونهم . . انهم نظروا إلى القائل ، ولم ينظروا إلى القول ، وقاسوا الحق بالرجال ، ولم يقيسوا الرجال بالحق .
وتسأل : ان هذا لا يختص بقوم نوح (عليه السلام) ، فلقد رأينا أكثر الناس ينقادون إلى الغريب ، دون القريب ، حتى اشتهر في الأمثال : بنت الدار عوراء .
الجواب : أجل ، ان هذا الخلق لا يختص بقوم نوح ، والآية لا تنفيه عن غيرهم ، وانما تذمهم من أجله ، وهذا لا ينفي الذم عن أمثالهم وأشباههم .
الشبهة الثانية التي تذرع بها المترفون قولهم : ( وما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ ) والأراذل في مفهومهم الفقراء والمساكين الذين لا جاه لهم ولا مال ، والمترفون أجل وأعظم من أن يؤمنوا بمن آمن به الأراذل ( وما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ ) الخطاب في ( لكم ) لنوح ومن آمن معه ، والمعنى قال المترفون الطغاة لنوح والمؤمنين : كيف نتبعكم ولا تمتازون علينا بجاه ولا مال ، تماما كما قال مشركو قريش لمحمد (صلى الله عليه واله) : « لولا أنزل عليه كنز » . . « وقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ - 31 الزخرف » ( بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ ) لأنكم فقراء مساكين . . هذا هو منطق الأثرياء الضالين ، التعصب للجاه والمال . . أما النوايا الخيرية ، والأعمال الصالحة فكلام فارغ .
( قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ) .
هذا جواب قولهم : كيف نؤمن لك ، وأنت بشر مثلنا ؟ . ومعنى الجواب أخبروني ما أصنع إذا اختارني اللَّه لرسالته ، وخصني من دونكم برحمته ، وزودني ببينة منه على هذه الرسالة ؟ . ما رأيكم ؟ . هل أرفضها ، وأقول للَّه ، لا أريد النبوة منك ، ولا أحمل رسالتك إلى عبادك ، لأنكم لا تعقلون ؟ ( فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ) أي خفيت الرسالة عليكم ، وعجزتم عن فهمها ( أَنُلْزِمُكُمُوها ) أي أتريدون مني ان أكرهكم على الإيمان برسالتي ( وأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ ) ؟ . وإذا كره القلب عمي عن رؤية الحق .
( ويا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ » - أي على الانذار - « مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ) .
لأن من يتكلم باسم اللَّه لا يطلب الأجر من سواه ان كان صادقا في كلامه ، والمرتزقة باسم الدين هم الذين يسألون الناس أموالهم وصدقاتهم ، وما أكثرهم في هذا العصر .
( وما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ) . وما هو المبرر لطردهم ؟ .
ألأنهم فقراء ؟ . وليس الفقر ذنبا عند اللَّه . أو لأن إيمانهم زائف وغير صحيح فهم ذاهبون إلى ربهم ، وهو أعلم بمقاصدهم وضمائرهم ؟ . ( ولكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ) والناس أعداء ما جهلوا .
( ويا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ ) هل تدفعون عني أنتم أو غيركم عذابه ان فعلت ذلك ( أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) وكيف يتذكر من لا يخشى العواقب ؟ .
( ولا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ولا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ) . هذا القول من نوح (عليه السلام) شرح وتفسير لقوله أولا : ( إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) وليس من شرط النذير ان يملك الأموال والأرزاق ، حتى يكذّب الفقير إذا ادعى الانذار باسم اللَّه ، ولا من شرطه أيضا ان يعلم الغيب لترد دعواه النبوة إذا لم يخبر بالمغيبات ، ولا أن يكون ملكا من الملائكة كي يقال له : ما أنت إلا بشر .
{وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ} [هود: 31] .
من الطبيعي أن يكون الترف هو مقياس الحق والخير عند المترفين ، بل وعند الجهلاء والسفهاء . . أما عند اللَّه وأهل اللَّه فمقياس الخير التقوى والعمل الصالح ، ونوح (عليه السلام) يقيس بمقياس اللَّه ، فكيف يقول للمؤمنين : لن يؤتيكم اللَّه خيرا ؟
تماما كما قال لهم المترفون الطغاة . . اللهم الا إذا صار طاغية مثلهم ( إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) كالذين أشركوا باللَّه ، وكفروا بكتبه ورسله .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|