أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-11
1209
التاريخ: 17-8-2022
1736
التاريخ: 7-7-2022
1617
التاريخ: 8/9/2022
1676
|
ـ ما السر في لزوم ذكر الله على الذبيحة ؟
إن الله سبحانه هو الذي هدى كل حي إلى غذائه المناسب بهداية فطرية لا تخطئ، وهذا من أعظم الآيات الدالة على الربوبية الإلهية المدبرة وباستمرار لشؤون الخلق. ان النحلة لا تخطئ هدفها ابدا عندما تدخل الحقول الواسعة والغابات الكثيفة وتنتخب من اريج الزهور ما يفيدها ولا تقترب من الذي يضرها بل لا تقترب مما يضر الإنسان في جَناها.
أما الإنسان فان له خصوصيته عند خالقه، وهو مدار التكليف الإلهي، وقد جعل الله له هاديين إلى مصالحه : الاول هو العقل والثاني هو الشرع.
ان غرور الإنسان دعاه إلى الاستغناء عن شرع الله تبارك وتعالى، فادعى الاكتفاء بعقله واتّكل على تجاربه ومختبراته، وان كان قد حقق اهدافا دنيوية كثيرة، الا انه خسر الطريق إلى الآخرة وافقد الإنسانية مشروع العدالة واقحم نفسه في كثير من المفاسد والاضرار والتي كان لها انعكاسها السيئ على صحة الإنسان وغيرها. وهل هناك مفسدة اوضح من ان يبيح الإنسان لنفسه شرب الخمر واكل اللحوم بأنواعها ومنها الخنزير واكل الحشرات وانتهت به هذه الاباحة إلى اعتبار سقط الإنسان من الولائم الشهية والخاصة، وللأسف ان شرائع السماء جاءت لتأخذ بيد الإنسان إلى السعادة في الدنيا والآخرة، ولتهديه إلى كل ما يصلحه في مأكله وغيره، وهل يوجد أعلم من الله سبحانه بمصالح الإنسان ومفاسده وهو خالقه؟!
إن الإسلام قدم قوانين مهمة ترتبط بنظام الاكل، فحلل لحم بعض الحيوانات ضمن شرائط منها ذكر الله سبحانه بمثل (بسم الله) و(الله اكبر) و(لا اله الا الله) عند الذبح والتذكية، كل ذلك لمصلحة هذا الإنسان كما ورد في الحديث.
(إن الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده واحل لهم ما سوى ذلك من رغبة فيما احل لهم ولا زهد فيما حرمه عليهم، ولكنه تعالى خلق الخلق فعلم ما يقوّم به ابدانهم وما يصلحهم فاحله لهم واباحه، وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه ...)(1).
إن الله اعلم بما يصلح الإنسان، ولأحكامه بين عباده ابعادها الروحية والتربوية، لان ذكر الله سبحانه على الذبيحة له بعد معنوي يتمثل بالاعتراف بان الرزق رزق الله وان هذه المخلوقات الحية التي سخرها للإنسان هي من نعم الله تعالى الكبرى عليه، ناهيك عن الفائدة الصحية بكيفية الذبح وبإخراج الدم من الاوداج.
إن ذكر الله سبحانه على الذبيحة يختصر مشهد الإقرار بالربوبية والشكر على نعمه والتقيد بقوانينه لتحصيل مرضاته، لأننا نعيش في دولته ونأكل من موائد ضيافته بشكره والوصول إلى مرضاته وطاعته في أوامره وعدم اقتراف المعصية بين يديه مدعاة لبقاء اكرامه لضيوفه كما يليق به جل شانه وهو أرحم الراحمين واكرم الاكرمين.
وقال الإمام الرضا (عليه السلام) في المورد :(حرم (الله) ما أهلّ لغير الله للذي اوجب على خلقه من الإقرار به، وذكر اسمه على الذبائح المحلّلة، ولئلّا يساوي بين ما تقرب به اليه، وما جعل عبادة الشياطين والاوثان، لان في تسمية الله (عزّ وجلّ) الإقرار بربوبيته وتوحيده، وما في الاهلال لغير الله من الشرك والتقريب إلى غيره، ليكون ذكر الله وتسميته على الذبيحة فرقا بين ما احلّ وبين ما حرّم)(2).
وعلى هذا فقس كل ما حرّم الله سبحانه تناوله على الإنسان.
وبين ايدينا نموذج واضح على علّة تحريم لحم الخنزير يعتبر شاهدا على ما ذكرناه من اعتبار مصلحة الإنسان في تشريع الله تعالى : (لأنه مشوه جعله الله تعالى عظة للخلق وعبرة وتخويفا ودليلا على ما مسخ على خلقته، ولان غذاءه اقذر الاقذار...)(3).
وقيل في قذارة الخنزير : (انه يأكل الحيات أكلا ذريعا ولا تؤثر فيه سمومها، ومتى ما عضّ كلبا سقط شعره، وليس له جلد يسلخ)(4).
_______________
1ـ علل الشرائع، ص196.
2- علل الشرائع، ج2 ص194.
3- المصدر السابق، ج2 ص197.
4- حياة الحيوان الكبرى، ج1 ص430.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|