أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-2-2017
4434
التاريخ: 5-2-2017
2006
التاريخ: 2024-01-17
1061
التاريخ: 27-8-2018
2518
|
ان عقائد جميع امم العالم كانت حين طلوع فجر الاسلام خليطا بأنواع من الخرافات والاساطير , فالأساطير الساسانية واليونانية كانت تسود على افكار امم كانت تعد من ارقى امم العالم يومذاك وحتى اليوم يوجد بين امم العالم خرافات كثيرة لا تستطيع الحضارة الحاضرة ان تنفيها من حياة الناس .
وقد سجل التاريخ خرافات واساطير كثيرة للناس في شبه جزيرة العرب , جمع كثيرا منها السيد محمود الالوسي في كتاب اسماه ((بلوغ الارب في معرفة احوال العرب )) مع ذكر شواهد لها من الشعر الجاهلي وغيره , بمراجعة هذا الكتاب ومثله يواجه المر شيئا كثيرا من الخرافات قد ملات عقول العرب الجاهليين , وكانت هذه الاساطير احدى عوامل التخلف فيهم عن سائر امم العالم آنذاك , وكانت كذلك اكبر سد امام تقدم الاسلام فيهم ايضا ,ولهذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) يسعى جاهدا ان يحبط تلك الاساطير والاوهام من آثار الجاهلية , فحينما ارسل ((معاذ بن جبل)) الى اليمن امرة قائلا : ((وامت الجاهلية الا ما سنه الاسلام , واظهر امر الاسلام كله صغيره وكبيره)) .
وهنا نأتي نحن بنماذج من خرافاتهم:
ا ـ اشعال النار للاستسقاء :
كانت الجزيرة العربية تواجه الجفاف في اكثر فصول السنة , فكان الناس يجمعون حطبا من شجر القشر والسلع فيربطونها بذيل الثور ثم يسوقونه الى سفح الجبل فيضرمون النار في حزمة الحطب فتشتعل , ويبدا الثور يركض ويخور وهم يرون ذلك تقليدا للبرق والرعد, فالبرق النار في الحطب والرعد خوار الثور والبقر , ويرون ذلك مفيدا لهطول الامطار.
ب ـ يضربون الثور لتشرب البقرة:
كانوا يردون بقطيع البقر الما وقد يشرب الثور ولا تشرب الابقار ,فيرون ذلك من وجود الجن في قرون الثور فيضربون الثور لتشرب البقر فاني اذا كالثور يضرب جنبه ـــــاذا لم يعف شربا وعافت صواحبه .
ج ـ يكوون الجمل السالم لتصح الابل :
كانوا اذا مرضت الابل وظهر في فمها او على اطرافها قروح او بثور ,يأتون ببعير سالم فيكوون شفاهه وساعديه وذراعيه, لتصح سائر الابل كما يتوهمون حسب خرافاتهم وقد يحتمل بعض المتأخرين من المؤرخين ان ذلك كان عملا وقائيا بل علاجا علميا ذلك بواحد من الابل بدلا من الكل, نعلم ان ذلك لم يكن الا خرافة ووهما.
د ـ يحبسون بعيرا على القبر ليحشر الميت عليه:
كانوا اذا مات كبير منهم حفروا قرب قبره حفيرة وحبسوا بها بعيرا وتركوه يموت جوعا وعطشا , يزعمون ان الميت يركبه ولا يبقى راجلا بلا راحلة .
هـ ـ يعقرون بعيرا عند قبر الميت:
كانوا اذا مات كريم منهم كان ينحر الابل لأضيافه , يعقر اقرباؤه بعيرا عند قبره تكريما للميت وثنا عليه وحارب الاسلام كل هذه الاوهام , بل انها انما كانت ظلما للحيوان ,واذا ما قارناها نحن بأحكام الاسلام بشان حماية الحيوان راينا ان الاسلام كان ثورة على هذه الافكار السائدة في ذلك المحيط الجاهل ويكفينا من بين عشرات الاحكام ان الاسلام قرر للحيوان حقوقا على صاحبه .
و ـ علاج المرضى:
كانوا يرون ان الملدوغ والملسوع لو كان معه شي من النحاس مات ,وكانوا يعالجونها بإناطة عقود وقلائد الذهب والفضة برقبتهما وكانوا يعالجون عضة الكلب المكلوب (دا الكلب) بدم كبير القبيلة او شيخ العشيرة يضعونه على موضع الجراح، وقد جاء هذا المعنى في هذا البيت المعروف:
احلامكم لسقام الجهل شافية ... كما دماؤكم تشفي من الكلب.
وكانوا اذا ظهرت على احد منهم سمات مس الجنون لجؤوا لطرد الارواح الشريرة منه الى عظام الموتى والاقمشة الملوثة بالأوساخ والقاذورات فعلقوها برقبته ولدفع الجنون عن الجنين والبنين كانوا يعلقون سن السنور والثعلب بخيط فيعلقونها برقابهم وكانت الام اذا رات في فم او شفاه اولادها بثورا حملت على راسها طبقا وطافت على دور القبيلة فجمعت شيئا من الخبز والتمر واطعمتها الكلاب ليطيب بنوها وكان نساء الحي يراقبن ابنائهن كيلا يأكلوا شيئا من ذلك الخبز والتمر فيصابوا بذلك الداء واذا استمر مرض احدهم قالوا انه قتل حية او غيرها من الجن , وللاعتذار من الجن كانوا يصنعون بعيرا من الطين يحملونه التمر والحنطة والشعير ويتركونه ببعض شعاب الجبال ,فاذا راوا الحمل بعد ذلك قد تغير شي منه قالوا ان الهدية قبلت وسيطيب المريض, والا قالوا: انهم استقلوا الهدية فلم يقبلوا بها وكانوا اذا دخلوا قرية وخافوا الجن او الطاعون صاحوا في مدخل القرية عشر مرات بصوت الحمير (النهيق) وقد يعلقون برقابهم عظم الثعلب فلبسوها بالمقلوب كي ينقلبوا الى اهلهم فاذا رجعوا ووجدوه كما هو اطمأنوا الى وفاء ازواجهم وعدم خيانتهن لهم , اما اذا فقدوه او وجدوه قد حل اتهموا ازواجهم بخيانتهم من ورائهم وكانوا اذا سقط سن من اسنان اطفالهم رموا به الى جهة الشمس وقالوا : ايتها الشمس اعطينا سنا احسن من هذا، وكانت المرأة التي لا يبقى لها اولادها تطأ القتيل سبع مرات ويرون ان ذلك نافع لها ليبقى لها ولدها بعد هذا.
هذه نماذج من الخرافات التي كانت قد خيمت على محيط حياة العرب في عهد الجاهلية فجعلت منه عهدا مظلما اسود ومنعت عقولهم من الرقي والنمو.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|