أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-07-2015
1665
التاريخ: 25-11-2014
1746
التاريخ: 5-10-2014
1721
التاريخ: 5-10-2014
1898
|
قال تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } [نوح : 10 - 14] .
نستفيد من الآيات المختلفة في القرآن ، ومنها الآيات التي هي محل بحثنا ، أنّ الإيمان والعدالة سبب لعمران المجتمعات ، والكفر والظلم والخطايا سبب للدمار ، نقرأ في الآية (96) من سورة الأعراف : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف : 96]. وفي الآية (41) من سورة الروم نقرأ : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم : 41] وفي الآية (30) من سورة الشورى : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى : 30] وفي الآية (66) من سورة المائدة : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة : 66]
وآيات أُخرى من هذا القبيل.
هذه الرابطة ليست رابطة معنوية ، بل هناك رابطة مادية واضحة في هذا المجال أيضاً.
الكفر وعدم الإيمان هو عين الإحساس بالمسؤولية ، وهو الخروج عن القانون ، وتجاهل القيم الأخلاقية ، وهذه الأُمور هي التي تسبب فقدان وحدة المجتمعات ، وتزلزل أعمدة الإعتماد والطمأنينة ، وهدر الطاقات البشرية والإقتصادية ، واضطراب العدالة الإجتماعية.
ومن البديهي أنّ المجتمع الذي تسيطر عليه هذه الأُمور سوف يتراجع بسرعة ، ويتخذ طريقه إلى السقوط والفناء.
وإذا كنّا نرى أنّ هناك مجتمعات تحظى بتقدم نسبي في الأُمور المادية مع كفرهم وانعدام التّقوى فيهم ، فإنّ علينا أن نعرف أيضاً أنّه لابدّ أن يكون ذلك مرهوناً بالمحافظة النسبية لبعض الاُصول الأخلاقية ، وهذا هو حصيلة ميراث الأنبياء والسابقين ، ونتيجة أتعاب القادة الإلهيين والعلماء على طول القرون ، وبالإضافة إلى الآيات السالفة هناك روايات كثيرة أيضاً اعتمدت هذا المعنى ، وهو أنّ الإستغفار وترك المعاصي يبعث على إصلاح المعيشة وازدياد الرّزق.
ففي حديث ورد عن الإمام علي(عليه السلام) : «أكثر الإستغفار تجلب الرّزق» (1) ونقل في حديث آخر عن الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «من أنعم اللّه عليه نعمة فليحمد اللّه تعالى ومن استبطأ الرّزق فليستغفر اللّه ، ومن حزنه أمر فيقل : لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه»(2).
ونقرأ في نهج البلاغة أيضاً (3) : «وقد جعل اللّه سبحانه الإستغفار سبباً على الرّزق ورحمة الخلق ، فقال سبحانه : {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا } [نوح : 10-11].
والحقيقة أنّ الحرمان في هذا العالم سببه العقوبات على الذنوب ، وفي الوقت الذي يتوب فيه الإنسان ويتخذ طريق الطهارة والتقوى يصرف اللّه تعالى عنه هذه العقوبات (4).
_____________________
1. تفسير نور الثقلين ، ج5 ، ص424.
2. المصدر السابق .
3. نهج البلاغة ، الخطبة 143.
4. لنا شرح آخر في هذا الباب تحت عنوان «الذنوب وهدم المجتمعات» في تفسيرنا هذا ، ذيل الآية (52) من سورة هود (عليه السلام).
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|