المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4903 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نصب الإمام واجب عقلا على الله تعالى  
  
911   11:39 صباحاً   التاريخ: 27-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص323
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2017 1265
التاريخ: 30-06-2015 1391
التاريخ: 6-12-2018 1336
التاريخ: 30-06-2015 1350

نصب الامام واجب عقلًا على‏ اللَّه لأنّه لطف، وكلّ لطف واجب عليه تعالى‏.

أمّا الصغرى‏، فمعلومة بالضرورة لتجربة أنّ الناس مع وجود الرئيس المطاع، الآمر بالطاعة، الباعث عليها، الناهي عن المعصية، الزاجر عنها، يكونون الى‏ الصلاح أقرب، ومن الفساد أبعد، ومع عدمه يكون العكس، فيكون لطفاً.

وأ مّا الكبرى‏ فقد تقدّم(1)‏ بيانها.

اعترض على‏ الصغرى‏: بأنّ وجه الوجوب غير كافٍ ما لم تنتف المفاسد، فلم قلت بانتفائها؟

سلّمنا لكن اللطف قد يتعيّن- كالمعرفة- وقد لا- كالوعظ- فلم قلت: إنّه من القسم الأوّل؟

سلّمنا  أنّه منه، لكن من حيث الرئاسة الدنيوية لا الدينية، ولطفه بالاعتبار الثاني.

سلّمنا، لكن لِمَ لا تستغني عن الدينية بالعلماء وعن الدنيوية بالملوك؟

سلّمنا، لكن ما تقول فيمن هو في أطراف المعمورة بحيث لا يصل إليه خبره،  فإنّه كيف ينتفع باللطف؟.

سلّمنا، لكن يكون ذلك كذلك مع ظهوره وانبساط يده لا مطلقاً ولو في غيبته، ومرادكم الثاني.

والجواب عن الأوّل بأنّ المفاسد لو كانت لعلمناها، لأنّا مكلّفون باجتنابها.

إن قلت: بل هي واقعة معلومة كالفتن الواقعة عند نصب بعض الرؤساء، سلّمنا، لكن إنّما يتم هذا الجواب على‏ مذهب أبي الحسين لا على‏ مذهبكم، لأنكم أوجبتموها على‏ اللَّه تعالى(2)‏.

قلت:

الجواب عن الأوّل‏(3):  أنّه إن اتفق فهو أقليّ نادر لا يخرج المصلحي الأكثري عن كونه مصلحياً، كما لا يخرج خلق النار المشتملة على‏ مصلحة العالم عن ذلك بإحراق ثوب العجوز؛ لأنّ ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شر كثير، هذا مع  أنّه لازم لرئيس معين لا لمطلق الرئيس الذي دلّت الضرورة على‏ حصول اللطفيّة بنصبه.

وعن الثاني(4)‏:  بأنّه وإن لم يكن نصبه منّا لكن اعتقاده وجوبه منّا فيتأتّى‏ الجواب أيضاً.

وعن الثاني(5)‏ : أنّ التجربة دلّت أيضاً على‏ التعيين، كما أشرنا إليه من الملازمة بين نصبه وعدمه وبين الصلاح والفساد، ولأنّ التجاء العقلاء في سائر الأمصار والأعصار عند الهرج والمرج الى‏ نصب الرؤساء دليل على‏  أنّه لا بدل لها، وإلّا لالتجأوا إليه وقتاً مّا.

وعن الثالث: بالمنع من أن لطفيته بالاعتبار الثاني، بل بهما معاً، ولا بدل له ل أنّه أقوى‏ في المقصود.

وعن الرابع: بأنّ الدين والملك توأمان لا ينفع أحدهما بدون الآخر، فاقتضت الحكمة وجودهما في شخص واحد، وإلّا لزم نقض غرض الحكيم عند انفكاك العالم المجتهد عن السلطان، وحضور الواقعة المحتاجة الى‏ الفتوى‏ والحكم معاً.

وعن الخامس: بأنّ عدم وصول خبره إليه مستبعد، لوقوع الأسفار للتجارة غالباً، على‏  أنّا نقول: إنّه ينتقض بالنبوة، فجواب المعتزلي عنها جوابنا هنا، وعلى‏ تسليم الفرض، نقول: يجب أن يكون له رئيس، ويظهر من الجواب الآتي زيادة هنا.

وعن السادس:  أنّا نختار  أنّه لطف مطلقاً، أمّا مع ظهوره فظاهره تمام لطفيّته، وأمّا في حال غيبيته، فنفس وجوده لطف في حفظ الشريعة وضبطها من الزيادة والنقصان، وكذا في حقّ أوليائه المعتقدين له في قربهم من الواجبات وبعدهم عن المقبّحات، اذ لا يأمنون في كل وقت من تمكينه وظهوره عليهم، وحينئذٍ يكون تمكينه وتصرفه شرط في تمام لطفيته، بل لطف آخر.

وفي الحقيقة، اللطفية تمامها بامور ثلاثة:

1- منه تعالى‏: وهو التمكين والتعيين وقد حصل.

2- منه عليه السلام وهو تحمّله الإمامة وقيامه بأعبائها وقد حصل أيضاً.

3- منّا: وهو الانقياد له والطاعة، وهذا لم يحصل، فعدم اللطف التام منّا.

______________

(1) في الصفحة 231.

(2) إنّ مذهب أبي الحسين هو أن نصب الإمام واجب على العقلاء. راجع كشف المراد: 362 وارشاد الطالبين: 327.

(3) قصد به قول المستشكل: بل هي واقعة معلومة... الخ.

(4) قصد به قول المستشكل: لكن إنما يتم هذا الجواب على‏ مذهب... الخ.

(5) قصد به قول المستشكل: لكن اللطف قد يتعين... الخ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.