أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016
2093
التاريخ: 2024-03-30
837
التاريخ: 2024-01-24
1028
التاريخ: 14-4-2016
4692
|
بماذا يتعلق علم المعصوم (عليه السلام) وما هي اهميته؟
الجواب :
العلم كما عرّفه المناطقة هو حضور صورة نفس الشيء في الذهن، وقد يتصور غير الواقع فيعلم انه يعلم وليس هو بعالم في الواقع وهو الجهل المركب.
والمعصوم نبيا كان او اماما يمتاز عن غيره بالحصول على علم لدني لا يخطئ هو العلم بالغيب والمغيبات بفيض وهبة من رب العزّة جلّ شأنه.
وهذا العلم يختلف من معصوم إلى آخر بقدر مستوى الافاضة والهبة التي تقتضيها الحكمية الإلهية، وقد أظهرت الادلة ان علم الغيب المكشوف لدى المعصوم درجات، كما قال تعالى :
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[البقرة: 253] ، الا ان الدرجات العلى اختصت بمحمد وآل محمد.
وهذا العلم الغيبي حاجة لازمة للمعصوم وبدونه كيف يكون مبلغا عن الله وحافظا للشرع من التحريف؟
وقد حكى الله سبحانه عن هذا العلم المفاض بقوله:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}[النساء: 113].
قال الشيخ المظفر (رضي الله عنه) : (اما علمه (الإمام المعصوم) فهو يتلقّى المعارف والاحكام الإلهية وجميع المعلومات من طريق النبي او الإمام من قبله واذا استجدّ شيء لا بد ان يعلمه من طريق الالهام بالقوة القدسية التي اودعها الله تعالى فيه، فان توجه إلى شيء وشاء ان يعلمه على وجهه الحقيقي لا يخطئ فيه ولا يشتبه ولا يحتاج في كل ذلك إلى البراهين العقلية ولا إلى تلقينات المعلمين وان كان علمه قابلا للزيادة والاشتداد ولذا قال (صلّى الله عليه و آله) في دعائه : {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114] (1).
ومن هذا العلم ما يلي :
1ـ العلم بالقرآن تفسيرا وغيره.
2- العلم بالسنّة النبوية تفصيلا.
3- العلم بالحوادث التاريخية والفتن، والعلم بالمستقبل ومنها الآجال.
4- العلم بعلل الاشياء وعلل الاحكام الظاهرة والخفية.
5- العلم بالحكمة واحوال جميع الموجودات.
6- العلم بالسماوات والأرض وما فيهن.
7- العلم بعوالم البرزخ والقبر والقيامة.
8- العلم بما يصلح الجسد والروح وبما يفسدهما.
الى غير ذلك مما هو بإذن الله سبحانه.
وهذا العلم اللّدني الذي يفيضه الله سبحانه على انبيائه هو عينه لدى الإمام المعصوم وقد اكد الرسول (صلّى الله عليه و آله) على ذلك بقوله :(انا مدينة العلم وعلي بابها).
وقال : (انا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة الا من قِبل الباب)(2).
كما اكد الإمام علي (عليه السلام) على المقام العلمي لعترة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله: (فاين يُتاه بكم، بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم، وهم ازمّة الحق واعلام الدين وألسنة الصدق ...)(3).
وقال (عليه السلام) :
(نحن شجرة النبوة ومحط الرسالة ومختلف الملائكة ومعادن العلم وينابيع الحكم، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة)(4).
ومن يقدر غير المعصوم العالم عن الله أن يقول : (اسألوني قبل ان تفقدوني) كما قال الإمام علي (عليه السلام) :(فاسألوني قبل ان تفقدوني، فو الذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة الا أنباتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحطّ رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت منهم موتا...). وبما انه فوق كل ذي علم عليم انتهى العلم الإلهي في درجته العليا إلى محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
وعنه (عليه السلام) :انا علم الله وانا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق وعين الله وجنب الله وانا يد الله (5).
وقال (عليه السلام) : ولقد علمتم موضعي من رسول الله (صلّى الله عليه و آله) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وانا ولدٌ يضمني إلى صدره ويكنفني إلى فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل، ولقد قرن الله به (صلّى الله عليه و آله) من لدن ان كان فطيما اعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالَم ليله ونهاره، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر أمّه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحِراء فاراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلّى الله عليه و آله) وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي واشم ريح النبوة. ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه (صلّى الله عليه و آله) فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال : هذا الشيطان أيس من عبادته، انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى الا انك لست بنبي ولكنك وزير وانك لعلى خير (6)...
___________
1ـ عقائد الإمامية، ص96.
2- قصار الجمل، ج2 ص69.
3- نهج البلاغة، خ87 ص208.
4- المصدر السابق، خ109 ص269.
5- ميزان الحكمة، ج1 ص217.
6- نهج البلاغة الخطبة القاصعة رقم 192 ص442.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|