أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017
10004
التاريخ: 11-12-2014
4084
التاريخ: 21-6-2017
2767
التاريخ: 5-11-2015
3501
|
لقد أحدث تقدم الإسلام في يثرب هيجاناً كبيراً وشوقاً عجيباً في نفوس المسلمين من أهلها فكانوا ينتظرون بفارغ الصبر حلول موسم الحجّ ليقدموا مكة ويلتقوا برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عن كثب ويُظهروا له عن استعدادهم لتقديم ما يطلبُ منهم من خدمة وعمل وليستطيعوا توسيع نطاق البيعة من حيث الكَمّ ومن حيث الكيف.
وأخيراً حلّ موسم الحجّ فخرجت قافلةٌ كبيرةٌ من أهل يثرب للحجّ تضمّ خمسمائة نفراً فيهم ثلاث وسبعون من المسلمين من بينهم امرأتان والباقي إما راغبون في الإسلام واما غير مكترث به حتّى قدموا مكّة والتقوا برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فواعدهم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بالعقبة للبيعة إذ قال : موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق .
فلما كانت الليلة الثالثة عشرة من شهر ذي الحجة وهي الّتي واعدهم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فيها باللقاء ونام الناس حضر رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) مع عمّه العباس بن عبد المطلب قبل الجميع وخرج المسلمون من رحالهم يتسلّلون تسلل القطا مستخفين بعد أن ناموا مع قومهم في رحالهم ومضى ثلث الليل لكيلا يحسّوا بخروجهم حتّى اجتمعوا في الشعب عند العقبة ولما استقرّ المجلس بالجميع كان أوّل متكلم هو : العباس بن عبد المطلب فقال واصفاً منزلة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : يا معشر الخزرج ـ وكانت العرب تسمي هذا الحي من الانصار الخزرج خزرجها وأوسَها ـ إنَّ محمَّداً مِنّا حيث قد علمتم وقد مَنَعاهُ من قومنا فهو في عزّ من قومه ومَنعة في بلده وإنّه قد ابى إلاّ الإنحياز اليكم واللُحوق بكم فان كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممّن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك وإن كنتم ترونَ أنكم مُسلِمُوهُ وخاذِلُوهُ بعدَ الخروج به إليكم فمن الآن فدعوهُ فانه في عزّ ومَنعة من قومه وبلده.
فقال الحضور : قد سمعنا ما قلتَ فتكلّم يا رسول اللّه فخذ لنفسك ولربك ما أحببتَ.
فتكلمَ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فتلا القرآن ودعا إلى اللّه ورغّب في الإسلام ثم قال : اُبايعُكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وابناءكم.
فقام البراء بن معرور وأخذ بيد النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وقال : نعم والّذي بعثك بالحق نبياً لنمنعمنَّك مما نمنع منه اُزُرنا فبايعنا يا رسول الّه فنحن واللّه ابناء الحروب واهل الحلقة ( اي السلاح ) ورثناها كابراً عن كابر.
فدب في الحضور حماس وسرور عظيم وتعالت الاصوات والنداءات من الخزرجين والّتي كانت تعبيراً عن شدة حماسهم وسرورهم لهذا الأمر فقال العباس وهو آخذ بيد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله).
وفي هذه الاثناء نهض البراء بن معرور و ابو الهيثم بن التيهان و أسعد بن زرارة من مواضعهم وبايعوا رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ثم بايعه بقية القوم جميعاً.
وقد قال ابن التيهان عند مبايعته للنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) يا رسول اللّه إن بيننا وبين الرجال ( اي اليهود ) حبالا ( وعلاقات ) وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك اللّه أن ترجعَ إلى قومك وتدعَنا؟
فتبسَّم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قال : بل الدَم الدَم والهَدم الهَدم احارب من حاربتم واسالم من سالمتم يعني أنه سيبقى على العهد ولا يتركهم وكانت العرب تقول عند عقد الحلف : دمي دمُك وهَدمي هَدمُك وهي كناية عن البقاء على العهد واحترام الميثاق والحِلف.
ثم ان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قال : اخرجُوا إِليَّ منكم إثني عشر نقيباً ليكونوا على قومهم بما فيهم .
فأخرَجوا منهم اثني عشر نقيباً فقال (صـلى الله علـيه وآله) لاولئك النقباء : انتم على قومكم بما فيهم كُفَلاء ككفالة الحواريّين لعيسى بن مريم وأنا كفيلٌ على قومي ( يعني المسلمين ) فاُبايعُكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم .
فقالوا : نعم وبايعوه على ذلك.
وكان النقباء الذين اختيروا لذلك تسعةً من الخرزج وثلاثةً من الأوس وقد ضُبِطَت أسماؤهم وخصوصياتهم في التاريخ.
وبعد أن تمّت مراسم البيعة وعدهم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بأن يهاجِرَ إليهم في الوقت المناسب ثم ارفض الجمع وعادَ القومُ إلى رجالهم .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|