المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
Giant cell (temporal) arteritis
2025-01-11
Types of Bone
2025-01-11
تسمية الكحولات والايثرات
2025-01-11
التنافس بين تفاعلات الإستبدال (SN) والانتزاع (E)
2025-01-11
عمليات التعرية النهرية
2025-01-11
نظرية الزحف القاري
2025-01-11

الأحكام القابلة للطعن بالاستئناف في القانون العراقي والقوانين المقارنة
21-2-2017
register (n.)
2023-11-07
تنزيه داود عليه السلام عن الخطأ
10-12-2017
الوضوء والغسل في فقه الامام الرضا
3-8-2016
ازالة الكبح Derepression
17-1-2018
رجب بن حسين
24-8-2016


الطفولة والمجتمع  
  
4113   12:47 مساءً   التاريخ: 19-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص163-166
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الطفل غالبا ما يعيش في الحاضر ويتخذ قراراته في اطار ذلك اي انه يتصرف حسب احتياجاته الوقتية، وعن طريق التجربة يتعلم الصغير الصواب والخطأ ويتطلب ذلك ان يتدخل المربي تربويا لصقل تلك العملية مع التركيز على السلوك المستقل والابداعي للطفل.

لذلك يجب ان نحدد جيدا نوع العائق الذي يقابله الطفل سواء في بيئته الداخلية او الخارجية خاصة اذا كانت هذه العوائق ذات طبيعة اجتماعية مثل سلطة الاطفال الاخرين او الكبار.

وتأثير الكبار على الطفل يهدف الى خلق علاقة بين الواقع والخيال عنده ويكون ذلك بمثابة توجيه ثقافي له.

إن نتيجة العلاقة الفورية للطفل مع البيئة تكون واضحة فهو يتعرض لسلسلة من العناصر التي تؤثر في شخصيته وتوجه هذه الشخصية نحو اكتساب خبرات عديدة ويتطلب ذلك وجود معلمة واعية تنظم خبرة الطفل بمعيار معين ينحدر من بيئته ويسير في اتجاه تحقيق الهدف التربوي المرسوم الذي يعمل على التقريب بين المتطلبات البشرية والضرورات الاجتماعية.

فالمجتمع يطلب من المربية بث القيم الاساسية وتكوين الاتجاهات الثقافية والابداعية المتفتحة على التجديد فالعلاقة بين الطفل والمجتمع يمكن اعتبارها علاقة تكامل للطفل مع اوجه الحياة المعاصرة وحسب الاتجاهات التي تمليها اهتماماته.

وبيئة الطفل الاجتماعية تتميز بالعلاقات مع الام والاب والاخوة واعضاء الاسرة الاخرين وجماعة الاقران والمعلمة ... الخ, ومن خلال تقليد الطفل لتصرفات الكبار وتقمص شخصياتهم فأنه يعدل من طريقته في اكتساب القيم حتى يصبح اكثر قدرة وأدراك للتفاعل الاجتماعي مع الاخرين .

وعلاقة الطفل بالأم تعتبر اساس علاقته مع البيئة المحيطة، خاصة من العام الاول من حياته، لانه يعتمد فيها اعتمادا كليا على الام في اشباع حاجاته وتلبية متطلباته من غذاء وكساء وحماية ورعاية ونظافة وامان .

ولا يمكن الفصل بين احتياجات الطفل الجسمانية واحتياجاته النفسية فحاجة الطفل الى حنان امه ورعايتها يعادل حاجته الى التغذية لان رعاية الام له تجعله يشعر بالرضا العاطفي والمادي حين تقدم له الاستقرار الشعوري ومفهوم السلوك الثابت للحب.

وفي نهاية العام الاول مع النمو الحركي واللغوي للطفل تتجسد العلاقة بينه وبين الام والتي تقف حائلا في بعض الاحيان امام مبادرات الطفل وتبدأ العلاقة بالمنافسة بينهما وهي لحظة مهمة في تطور الطفل حيث يبدأ في التعرف على البيئة والمجتمع وفهم معاني الالفاظ كما تبدأ العلاقة المتبادلة والاتصالات الهادفة والمباشرة باستخدام الرموز ودلالات الالفاظ ويطور الطفل علاقته الرمزية مع الام ويبدأ في التعامل مع الواقع الجديد من حوله.

والسلوك العاطفي الذي يتلقاه الطفل من الام وخصائص هذا السلوك الذي يحقق الامان والاستقرار، ويغرس في الطفل الثقة والامن، يؤدي الى نموه نموا طبيعيا من الناحية الاجتماعية فبقدر ما تفتح الام الطريق لحرية الطفل في الحركة والتعامل مع الاخرين مع استخدام التوجيه والارشاد عند الضرورة بقدر ما يقيم الطفل علاقات مثمرة مع المحيطين به.

والتدخل المستمر من جانب بعض الامهات في حياة اطفالهن وتحكمهن الصارم فيهم وفي تصرفاتهم يوضح عدم قدرتهن على الفصل بين ذواتهن الشخصية وذات الطفل نفسه لان هذا السلوك لا يسمح للطفل باكتساب الثقة في قدراته كما يشعره بأن كل مبادراته ليست لها اية فعالية ويتسم رد فعل الطفل بالتوتر والعدوانية واذا ما تطرقنا لبحث تأثير غياب الام عن طفلها لعدة ساعات فلا بد ان نأخذ في الاعتبار الاسلوب الشخصي في الوجود الدائم بجانب الطفل فالأم التي تراعي عدم التأثير على طفلها بمشاكلها وانفعالاتها الشخصية تساعده على التكوين الشخصي والتربوي وتحاول ان تغرس فيه السلوك المتوازن وتحاول كذلك تعويض الطفل في اوقات وجودها وبالتالي فأن غياب مثل هذه الام عن الطفل لا يؤدي الى صدامات نفسية او اثار سلبية بالغة لان الطفل يتذكر صورة الام التي يستمد منها توازنه النفسي واستقراره حتى في حالة غيابها ويجب على الام في هذه الحالة محاولة تقليل فترات غيابها عن الطفل كلما امكنها ذلك.

فالنمو الاجتماعي للطفل يتأثر تماما بالبيئة المحيطة، وخاصة من الناحية النفسية والعاطفية ويعاني الطفل من قصور شديد في حالة تعرض بيئته الاسرية للازمات المستمرة والتوترات الدائمة والخلافات المستديمة.

إن الطفل في حاجة دائما الى الوجود المتكامل للام والاب حتى يشق طريقه في الحياة ويكتسب شخصيته المستقلة. ان التربية الاجتماعية ليست تربية للتعرف على الحقوق والواجبات المتبادلة، وليست كذلك التخلي عن الفردية باسم الجماعة ولكنها هي التربية التي تحدد اسس ومعاني العلاقات بين الاشخاص. وتسمح بوضع كل فرد في مكانه المناسب وأمام مسؤوليته المحددة.

والعملية التربوية تهدف الى زيادة طاقة الفرد ليكون قادرا على اختيار الاحداث ونماذج النسيج الثقافي وعلى المفاضلة والاختيار بين ما هو موجود في المجتمع وبالتالي القبول او الرفض القائم على اساس تقييم ما هو موجود من خلال وعي تربوي يساعد على التفكير والتحليل والتصرف وفق معيار اخلاقي لتتوفر للفرد قوة شخصية صلبة.

إن الطفل يجرب ويحس من خلال تعايشه مع الاخرين بالعلاقات الحميمية والمتنامية مع الغير، وهو امر لازم لتكوين الطفل الاجتماعي، إذ يساعده على الخروج من موقف الانطواء والتخلص منه، بل وتكامله مع مجتمع الاشخاص وجعله متفتحا لقبول اي عمل يشارك فيه الاخرون.

إن الطفل وهو يتبادل العلاقات مع الاخرين يكتسب عاداته ويتعلم اللغة ويكتشف البيئة ويوسع علاقاته الشخصية ومن ثم تزيد درجة اعتماده على نفسه وكذلك كثرة لقاءاته مع اعضاء اسرته توفر له اشكالا وصورا متنوعة من المواقف والخبرات ولكن يبقى التدخل التربوي من الكبار الذي ينظم هذه الخبرات بحيث تزيد من الرصيد الاجتماعي للطفل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.