أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017
![]()
التاريخ: 13-5-2016
![]()
التاريخ: 2-4-2017
![]()
التاريخ: 23-3-2022
![]() |
لقد حرمت ابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) العزيزة فاطمة من ملكها الخالص ( فدك ) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) لأغراض سياسية خاصة، وأخرجوا عمالها من تلك الارض، فعمدت إلى إثبات حقّها واسترداد ملكها من جهاز الخلافة عن طريق القانون.
ففي الدرجة الأولى كانت قرية فدك في يدها، واليد دليل الملك، ولكن جهاز الخلافة طلب منها مع ذلك دليلا على كون فدك ملكها، خلافا لكلّ الموازين القضائية الاسلامية.
إذ لا يطلب من أيّ واحد له يد على شيء ( أي يكون ذلك الشيء تحت تصرفه ) أن يقيم دليلا على ملكيته لذلك الشيء، ولكن الخلافة لم تعر ليد الزهراء على فدك أهمية، بل طالبتها بان تأتي بشاهد على ملكيته.
ولهذا اضطرت فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى ان تأتي للشهادة على ذلك بشخصيّة ذات مكانة هامة كعليّ (عليه السلام) وامرأة تدعى أمّ أيمن التي شهد لها رسول الله (صلى الله عليه واله) بأنها من نساء الجنة.
وبعتيق رسول الله (صلى الله عليه واله) رباح حسب رواية البلاذري ، ولكن جهاز الخلافة لم يعر اهتماما لشهادة هؤلاء الشهود، وحرم ابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) من ملكها الذي وهبه اياها والدها رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولقد كانت الزهراء و علي وابناهما الحسن والحسين : مطهرين من كل رجس كما صرح بذلك قوله تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، ولو أن هذه الآية شملت نساء النبي (صلى الله عليه واله) لكانت فاطمة الزهراء من أوضح مصاديقها قطعا ويقينا، ولكن الخلافة تجاهلت ـ مع الأسف ـ حتى هذا الدليل، واعتبر الخليفة ادعاءها ادعاء غير مشروع.
وفي المقابل يرى علماء الشيعة أن الخليفة الاول أذعن في نهاية الأمر لصحة رأى الزهراء وصحة ادّعائها وشرعيّته، وكتب كتابا يصرّح بأن فدكا ملك خالص للزهراء وأعطاها ذلك الكتاب، ولكن رفيق الخليفة وصاحبه لما صادف الزهراء في اثناء الطريق وعرف بأنها حصلت على اعتراف صريح من الخليفة بملكيتها لفدك أخذ منها ذلك الكتاب واتى به الى الخليفة الاول وقال معترضا على شهادة علي (عليه السلام) وأم أيمن لها : ان عليا يجرّ إلى نفسه وأم أيمن امرأة.
ثم عمد إلى الكتاب فمحاه وخرقه.
هذا ويروي الحلبي في سيرته هذه الحادثة بصورة اخرى اذ يكتب قائلا : ان ابا بكر كتب لفاطمة بفدك ودخل عليه عمر فقال : ما هذا؟ فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها، فقال : ممّا ذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى، ثم اخذ عمر الكتاب فشقه.
ما قاله أحد متكلمي الشيعة، وهو ان أبي الحديد يقول : قلت لمتكلم من متكلمي الاماميّة يعرف بعلي بن تقي من بلدة النيل : وهل كانت فدك إلاّ نخلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير! فقال لي : ليس الأمر كذلك، بل كانت جليلة جدا، وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن من النخل، وما قصد ابو بكر وعمر بمنع فاطمة عنها إلا ألاّ يتقوّى عليّ بحاصلها وغلّتها على المنازعة في الخلافة، ولهذا اتبعا ذلك بمنع فاطمة وعلي وسائر بني هاشم وبني المطّلب حقّهم في الخمس، فإنّ الفقير الذي لا مال له تضعف همته، ويتصاغر عند نفسه، ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرئاسة.
ويكتب هذا الكاتب في موضع آخر من كتابه أيضا : سألت علي بن الفارقيّ مدرّس المدرسة الغربية ببغداد، فقلت له : أكانت فاطمة صادقة؟ قال : نعم، قلت : فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة؟ فتبسم، ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته، قال : لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها لجأت إليه غدا، وادّعت لزوجها الخلافة، وزحزحته عن مقامه، ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيء، لانه يكون قد اسجل على نفسه على أنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بيّنة ولا شهود. وهذا كلام صحيح، وان كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل.
لقد بدأ منع بني الزهراء من فدك في عهد الخليفة الأول، وبعد ان قضى علي (عليه السلام) وتسلّم معاوية زمام الامر، وزع فدكا بين ثلاثة هم : ( مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان، وابنه يزيد ).
ولما ولي الأمر مروان سيطر على فدك بصورة كاملة، ووهبها لابنه عبد العزيز، واعطاها عبد العزيز لولده عمر بن عبد العزيز .
وحيث انه كان حاكما معتدل السيرة بين خلفاء بني أميّة لهذا فان أول بدعة أزاحها كان هو اعادة فدك إلى بني فاطمة، ثم انتزعها الخلفاء الذين توالوا بعده من ايدي بني هاشم، وكانت بأيديهم حتى يوم انقرضت فيه حكومة الامويين.
وقد اضطرب أمر فدك اضطرابا عجيبا ايام الخلافة العباسية، فلما ولي أبو العباس السفاح ردّها على عبد الله بن الحسن بن الحسن، ثم قبضها ابو جعفر من بني حسن، ثم ردّها محمّد المهدي ابنه، على ولد فاطمة (عليها السلام)، ثم قبضها موسى الهادي بن المهدي وهارون أخوه، لاسباب سياسيه خاصة، حتى وصل الدور إلى المأمون فردها على الفاطميين اصحابها الشرعيين ضمن تشريفات خاصة وبصورة رسمية.
ثم اضطرب امر فدك من بعده أيضا فربما سلبت من أصحابها وربما ردّت إليهم. وهكذا تراوحت بين السلب والرد.
ولقد استغلّت فدك في عهد الامويين والعباسيين في أغراض سياسية بحتة قبل أن تستغلّ في أغراض اقتصادية.
فلقد كان الخلفاء في صدر الاسلام يحتاجون إلى عائدات فدك المالية، مضافا إلى انهم انتزعوها من يد عليّ لغرض سياسي ولكن في العصور المتأخرة عن ذلك كثرت ثروة الخلفاء وزادت زيادة هائلة بحيث لم يكونوا بحاجة إلى عائدات فدك، ولهذا فان عمر بن عبد العزيز لما أعاد فدكا إلى بني فاطمة احتج عليه بنو أميّة واعترضوا قائلين : هجّنت فعل الشيخين، وإن أبيت إلاّ هذا فامسك الأصل وأقسم الغلّة.
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تنظّم دورةً حول آليّات الذكاء الاصطناعي لملاكاتها
|
|
|