أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2017
2563
التاريخ: 5-12-2017
3128
التاريخ: 9-10-2017
2393
التاريخ: 12-10-2017
2475
|
هو ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسيّد شباب أهل الجنّة وسبطه الأوّل ، وكانت ولادته في النصف من شهر رمضان المبارك للسنة الثالثة من الهجرة ، وقد شوهدت في طلعته شمائل النبوّة وأنوار الإمامة ، وهو أوّل مولود سعدت به الاُسرة النبوية ، فقد عمّها السرور بهذا المولود المبارك .
وقد سارع النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى بيت بضعته وحبيبته السيدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) فهنّأها بوليدها ، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعيّة فأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، فكان أوّل صوت اخترق سمعه صوت جدّه العظيم داعية الله في الأرض ، واُنشودة ذلك الصوت : الله أكبر ، لا إله إلاّ الله .
وهل في دنيا الوجود كلمات هي أسمى وأعظم من هذه الكلمات ، وقد غرسها النبي (صلّى الله عليه وآله) في قلب وليده لتكون منهجاً له في حياته ؟
وفي اليوم السابع من ولادته عقّ عنه النبي (صلّى الله عليه وآله) بكبش ، وحلق رأسه ، وتصدّق بزنة شعره فضّة على المساكين ، وكان ذلك سنّة في الإسلام لكلّ وليد .
تسميته
وأقبل النبي (صلّى الله عليه وآله) على الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فقال له : هل سمّيت الوليد المبارك ؟ .
فأجابه الإمام بأدبٍ واحترام قائلاً : ما كنت لأسبقك يا رسول الله .. . وانبرى النبي (صلّى الله عليه وآله) قائلاً : ما كنت لأسبق ربّي .
وهبط الوحي على النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو يحمل تسميته من السماء ، قائلاً : سمّه حسناً.
وكفى بهذا الاسم جمالاً وعظمةً أنّ الخالق العظيم هو الذي اختاره لسبط النبي وريحانته .
وكنّاه النبي (صلّى الله عليه وآله) ( أبا محمّد ) ، ولا كنية له غيرها .
أمّا ألقابه فهي : السبط ، الزكي ، المجتبى ، السيّد ، التقي .
أمّا ملامحه فكانت تحكي ملامح جدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، تقول عائشة : مَنْ أحبّ أن ينظر إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلينظر إلى هذا الغلام , يعني الحسن (عليه السّلام) .
ويقول أنس بن مالك : لم يكن أحد أشبه بالنبي (صلّى الله عليه وآله) من الحسن بن علي .
لقد كان الإمام الحسن (عليه السّلام) صورة مشرقة عن جدّه الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) لا في ملامحه وصورته فحسب ، وإنّما كان يحكيه في نزعاته وصفاته , ومعالي أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيّين .
ونتحدّث ـ بإيجاز ـ عن بعض مظاهر شخصية الإمام الحسن (عليه السّلام) ، وهي :
الحلم : من ذاتيات الإمام السبط ( الحلم ) ، فقد كان من أحلم الناس ، وقد تعرّض لموجات عاتية من الإساءة من الاُسرة الاُمويّة التي اُترعت نفوسها بالحقد والكراهية لآل النبي (صلّى الله عليه وآله) ، فما قابل الإمام أحداً بإساءة , وإنّما كظم غيظه .
وقد شهد مروان بن الحكم وهو من أخبث الناس وأشدّهم عداوة للإمام الحسن (عليه السّلام) بعظيم حلمه ، فقد أسرع بعد وفاته إلى حمل جثمانه ، فقيل له : أتحمل جثمانه وكنت تجرّعه الغصص ؟! فأجاب : إنّي أحمل جثمان مَنْ كان يوازي حلمه الجبال .
لقد كان الحلم من أبرز عناصره النفسيّة ، وقد أجمع الرواة على أنّه كان من أوسع الناس صدراً ، وأنّه ما جازى مَنْ أذنب في حقّه ، وإنّما قابله بالبرّ والإحسان ؛ شأنه في ذلك [شأن] جدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) الذي وسع الناس جميعاً بمعالي أخلاقه .
الجود : وكان الإمام السبط من أندى الناس كفاً ، ومن أكثرهم برّاً وإحساناً للفقراء ، وكان لا يرى للمال قيمة سوى ما يرد به جوع جائع أو يكسو عريانَ .
وقد حفلت مصادر التأريخ والتراجم بذكر بوادر كثيرة من كرمه وسخائه ، وقد لُقّب (عليه السّلام) بـ (كريم أهل البيت) ، وهم من معادن الكرم والجود .
سمو الأخلاق : ومن عناصر الإمام الحسن (عليه السّلام) سمو الأخلاق ، فكان آية من آيات الله العظام في هذه الظاهرة الفذة .
ومن معالي أخلاقه أنّه كان يوقّر ويحترم كلّ مَنْ قصده , ولا يُفرّق بين القريب والبعيد ، وكان يواسي الناس في مصائبهم , ويشاركهم في مسرّاتهم ، ويوقّر الكبير , ويحنو على الصغير ، ويعطف على الضعيف ، وكان للمسلمين أباً رؤوفاً ، وكهفاً حصيناً ، يلجأ إليه غارمهم ، ويفزع إليهم مظلومهم .
وقد شابه جدّه الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في سموّ أخلاقه التي مدحه الله تعالى بها ، قال الله عزّ وجلّ : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] .
هذه بعض صفات الإمام الحسن (عليه السّلام) ، وقد ألمحنا إلى الكثير منها في كتابنا (حياة الإمام الحسن) .
نشأت سيدة النساء زينب (عليها السّلام) مع أخيها الإمام الحسن (عليه السّلام) , وقطعت شوطاً من حياتها مع هذا الإمام العظيم ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسيّد شباب أهل الجنّة ، وتطبّعت بأخلاقه وآدابه ، وكان يجلّها كثيراً ، ويحدب عليها ويقابلها بمزيد من الرعاية والعناية ؛ فقد رأى جدّه وأبويه قد أحاطوها بكلّ تبجيل واحترام ، وأشادوا بمواهبها وفضائلها ، وقدّموها على بقيّة السيّدات من نساء أهلها وقومها .
هذه لمحة موجزة عن علاقة الإمام الحسن بشقيقته السيدة زينب (عليها السّلام) .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|