يجب الاشارة بهذا الخصوص الى جانب من السلوك اللغوي الذي اسماه ما لينوفسكي Malinowski بـ (التجامل) ، عندما كان يلفت النظر الن حقيقة ان كثيراً " من تفوهاتنا لا يقصد بها اساساً " التفاهم او البحث عن المعلومات او اصدار الاوامر او التعبير عن الآمال او الامنيات والرغبات واثارة العواطف (بالمعنى العام الذي يستعمل فيه الدلاليون غالباً " هذه العبارة الاخيرة) ولكن تستعمل لخلق شعور بالتفاهم الاجتماعي والمعاملة . فكثير من التفوهات المعدة أصلاً " مثل How do you do ? المحددة اجتماعياً " في نصوص معيدة قد تخدم هذا الغرض اي التجامل ، ولكن هناك تفوهات اخرى يبنيها او يكونها الناطقون بقسط من الحرية وتنقل في نفس الوقت بعض المعلومات وبذلك تؤدي دور التجامل . وكمثال على ذلك : هذا يوم جميل آخر Ih's anther beautiful حين يقال (كما سنفترض) كبداية حديث بين المشتري وصاحب المحل . فمن الواضح ان هذا التفوه

ص32

لا يقصد به اساس " نقل  بعض المعلومات عن الطقس الى صحاب المحل انه نموذج للتجامل . وفي نفس الوقت فأن له معنى يختلف عن معاني التفوهات الاخرى اللامعدودة التي قد تحدث في نفس النص والتي تؤدي اغراض التجامل بنفس الجودة . وتربط عموما " النقلة القادمة من الحديث بهذا التفوه الخاص بموجب هذا المعنى . يجب اذن ان نميز بين جانب استعمال التفوهات الذي يقصد به وظيفتها في التجامل وبين ذلك الجزء من الاستعمال الذي يتميز بأنه معناها (ان كان لها معنى " بموجب تعريفنا للمعنى ) . وبقولنا هذا فأننا نقرأ بأنه حتى في حالة وجود كلا هذين الجانبين فأن احدهما فقط سيكون المحدد لـ (استعمال) التفوه . لقد كان ماينوفسكي مبالغا " عندما قال بان ايصال المعلومات هو اكثر وظائف اللغة تخصصاً " .

ص33