أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2017
2475
التاريخ: 6-10-2017
2687
التاريخ: 5-10-2017
2384
التاريخ: 3-9-2017
2869
|
سار ابن زياد إلى الكوفة وقد قطع الطريق بسرعة خاطفة فكان يسير ليلاً ونهاراً ؛ مخافة أن يسبقه الحسين إليها ، وقد صحب معه خمسمئة رجل من أهل البصرة كان فيهم شريك بن الأعور الحارثي ، وهو من خلّص أصحاب الإمام الحسين (عليه السّلام) .
وقد لبس ثياباً يمانية وعمامة سوداء ليوهم مَنْ رآه أنّه الحسين (عليه السّلام) ، ودخل الكوفة ممّا يلي النجف ، وأسرع نحو قصر الإمارة وهو فزع مذعور ؛ مخافة أن يعرفه الناس ، وساءه كأشدّ ما يكون الاستياء من تباشير الناس بقدومه ظانّين أنّه الحسين (عليه السّلام) .
وانتهى ابن مرجانة إلى باب القصر فوجده مغلقاً ، والنعمان بن بشير حاكم الكوفة قد أشرف من أعلى القصر ، وقد توهّم أنّ القادم هو الحسين (عليه السّلام) ؛ لأنّ أصوات الجماهير قد تعالت بالترحيب به والهتاف بحياته .
فانبرى مخاطباً له : ما أنا بمؤدّ إليك أمانتي يابن رسول الله ، وما لي في قتالك من إرب .
ولمس ابن مرجانة الضعف والانهيار في كلام النعمان ، فصاح به : افتح لا فتحت ! فقد طال ليلك ، ولمّا تكلّم عرفه الناس ، فصاحوا : إنّه ابن مرجانة وربّ الكعبة ! وجفل الناس وخافوا وهربوا مسرعين إلى دورهم .
وبادر ابن زياد في ليلته فاستولى على المال والسلاح ، وأنفق ليله ساهراً قد جمع حوله عملاء الحكم الاُموي ، وهم يحدّثونه عن الثورة ويعرّفونه بأعضائها البارزين ، ويضعون أمامه المخطّطات الرهيبة للقضاء عليها .
وقام ابن زياد في الصباح الباكر فأمر عملاءه بجمع الناس في المسجد الأعظم ، فاجتمعت الجماهير الحاشدة وقد خيّم عليها الذعر والخوف ، وخرج ابن زياد متقلّداً سيفه ، ومعتمّاً بعمامة ، فاعتلى المنبر وخطب الناس .
وكان من جملة خطابه : أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين يزيد ـ أصلحه الله ـ ولاّني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم ، وإعطاء محرومكم ، والإحسان إلى سامعكم ومطيعكم ، وبالشدّة على مريبكم ، فأنا لمطيعكم كالوالد البارّ الشفيق ، وسيفي وسوطي على مَنْ ترك أمري وخالف عهدي ، فليبق امرؤ على نفسه ، الصدق يُنبئ عنك لا الوعيد .
وقام بنشر الإرهاب وإشاعة الخوف بين الناس ، ويقول بعض المؤرّخين : إنّه لمّا أصبح ابن زياد ـ بعد قدومه إلى الكوفة ـ صال وجال ، وأرعد وأبرق ، وأمسك جماعة من أهل الكوفة فقتلهم في الساعة .
وفي اليوم الثاني أمر بجمع الناس وخرج إليهم بزيّ غير ما كان يخرج به ، فخطب خطاباً عنيفاً تهدّد فيه وتوعد ، وقال : أمّا بعد ، فإنّه لا يصلح هذا الأمر إلاّ في شدّة من غير عنف ، ولين من غير ضعف ، وأن آخذ البريء بالسقيم ، والشاهد بالغائب ، والولي بالولي .
فردّ عليه رجل من أهل الكوفة يُقال له أسد بن عبد الله المرّي قائلاً : أيّها الأمير ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، إنّما المرء بجده ، والفرس بشدّه ، وعليك أن تقول وعلينا أن نسمع ، فلا تقدم فينا السيّئة قبل الحسنة .
واُفحم ابن زياد ، فنزل عن المنبر ودخل قصر الإمارة .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|