المرأة شريكة الرجل في حياته وعليها مثل ما عليه من المسؤولية الكبرى تجاه العش الزوجي، واعداد جيل صالح تسعد الامة به فكلاهما مسؤول وكلاهما عامل في بناء هذا الصرح الشامخ، ومع كل هذا، فالمرأة هي الوعاء الذي سيضم بين جوانبه حصيلة العطف الابوي، فهي اذا كالأرض، تكون جودة النتائج التابعة لجودة التربة والمرأة – في الوقت ذاته - (لعبة الرجل) كما يقول الحديث الشريف(1)(تشبع له رغباته الجنسية وتنسيه آلام الحياة ومتاعبها).ولهذا اصبحت المرأة تؤدي اثرا مهما في حياة الرجل يتطلب منها ان تتحلى بصفات حميدة، وكمالات جسدية تساعدها على اجتياز هذه المرحلة الدقيقة، ولقد وصف الإمام الصادق (عليه السلام) الزوجة بوصف رائع حيث قال:(انما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد)(2).

وقد روي الكرخي قال:(قلت لأبي عبدالله الصادق (عليه السلام):ان صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت ان اتزوج. فقال لي: انظر اين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك)(3).

لقد وضح الامام الصادق (عليه السلام): امام سائله مخططا كاملا للزوجة المثالية في هذا الحديث، ولكن هذه الفقرات المذكورة ترسم صورة حية للزوجة ليست سلعة يتركها الرجل متى اشبع رغباته منها بل لابد له ان يحسب الدقيق لفتاة احلامه، ومن يقدر لها ان تأخذ بالطرف الثاني  من عبء الزوجية الثقيل.

انظر اين تضع نفسك؟

ما اروع ما تحمل هذه الفقرة بين طياتها من توجيه دقيق لتلقي ضوء على تأثير عامل الوراثة في العملية التناسلية فالولد هو نفس ابيه، وهو كله على حد تعبير الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) في خطابه لولده الحسن (عليه السلام) (يا بني وجدتك بعضي بل وجدت كلي)، (نهج البلاغة: في وصية الامام الى الحسن (عليه السلام) كتبها اليه بحاضرين منصرفاً من صفين)(4).

وهذا الانصهار من الاب في وليده هو الذي جعل امير المؤمنين (عليه السلام) يترقى من البعضية الى الكلية.

واذا كانت الزوجة هي الوعاء الذي يستقبل الوليد في مراحله الاولى وهي في الوقت ذاته المحضن الدافئ فلينظر الزوج اذا اين يضع هذا الكيان؟ واين يضع نفسه؟ التي يكون الوليد مرآة لها.

______________

1ـ وسائل الشيعة : ج14، باب72،ج10،ص102.

2- الوافي : 12/16.

3- المصدر السابق .

4- الزواج في القرآن والسنة : ص104.