دخل رجل فقير ليس عليه ما يستره ، على الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) وهو جالس بين أصحابه ، والى جانبه رجل موسر؛ ما ان رأى الفقير بهذه الهيئة حتى جمع أطراف ثيابه دون علم منه ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يراقبه.

فقال له النبي (صلى الله عليه واله وسلم): جمعت أذيالك ، أخفت أن يمسك من فقرة شيء؟ .

فقال الغني : لا.

فقال : (صلى الله عليه واله وسلم) أخفت ان يصيبه من غناك شيء؟.

قال : لا.

فقال : ( صلى الله عليه واله وسلم) فما حملك على ما صنعت ؟.

قال : يا رسول الله ، إن لي قريناً شيطاناً يزين لي كل قبيح ، ويقبح لي كل حسن..

واستطرد قائلاً : أعترف بأنني مخطئ ، وأنا مستعدٌ أن أكفر عن الخطأ الذي قمت به تجاهه ، بأن أهب له نصف ما أملك.

فقال النبي : (صلى الله عليه واله وسلم) للعسر: أتقبل ؟

قال : لا.

فقال له الرجل الغني متعجباً : ولمَ؟

قال : أخاف أن يدخلني  ما دخلك!