أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2016
4011
التاريخ: 19-01-2015
3333
التاريخ: 18-01-2015
3289
التاريخ: 9-5-2016
3255
|
روى الكليني والصدوق وغيرهما عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال : لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبي (صلى الله عليه واله)، وجاء رجل وهو الخضر باكيا وهو مسرع مسترجع، وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه امير المؤمنين (عليه السلام)، فقال : رحمك الله يا ابا الحسن، كنت اول القوم اسلاما، واخلصهم ايمانا، واشدهم يقينا، واخوفهم لله، وأعظمهم عناء، وأحوطهم على رسول الله، وآمنهم على اصحابه، وافضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وارفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله، واشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا، واشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا.
قويت حين ضعف اصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسول الله (صلى الله عليه واله) اذ هم أصحابه، كنت خليفته حقا، لم تنازع ولم تتضرع برغم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وضغن الفاسقين، فقمت بالأمر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور الله اذ وقفوا، فاتبعوك فهدوا، وكنت اخفضهم صوتا، واعلاهم قنوتا، واقلهم كلاما، واصوبهم منطقا، واكبرهم رأيا، واشجعهم قلبا، واشدهم يقينا، واحسنهم عملا، واعرفهم بالدين، كنت والله يعسوبا للدين اولا واخرا، الاول حين تفرق الناس، والاخر حين فشلوا.
كنت للمؤمنين ابا رحيما، اذ صاروا عليك عيالا، فحملت اثقال ما عنه وضعوا، وحفظت ما اضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وشمرت اذا اجتمعوا، وعلوت اذ هلعوا، وصبرت اذ اسرعوا، وادركت اوتارا ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا.
كنت للكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمودا وحصنا، فطرت والله بنعمائها، وحزت بحبائها، وأحرزت سوابقها، وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك، ولم تخن.
كنت كالجبل لا تحركه العواصف، وكنت كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الارض، جليلا عن المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا لاحد فيك مطمع، ولا لاحد عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق؛ والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم، ورأيك علم وعزم فيما فعلت، وقد نهج السبيل، وسهل العسير، وأطفأت النيران، واعتدل بك الدين، وقوي بك الايمان، وثبت بك الاسلام والمسلمون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الانام فانا لله وانا اليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك ابدا، كنت للمؤمنين كهفا وحصنا، وعلى الكافرين غلظة وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا احرمنا اجرك، ولا اضلنا بعدك، وسكت القوم حتى انقضى كلامه، وبكى وبكى اصحاب رسول الله، ثم طلبوه فلم يصادفوه.
وفي روايات معتبرة : انه لما توفي امير المؤمنين (عليه السلام) رقى الحسن (عليه السلام) المنبر وخطب الناس خطبة بليغة قال فيها : ايها الناس، قد فارقكم رجل لم يسبقه أحد كان قبله.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|