أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2022
2251
التاريخ: 23/11/2022
1346
التاريخ: 2024-12-10
236
التاريخ: 9-2-2022
6755
|
إن بقاء المجتمع لا يعتمد على نقل نمط الحياة عن طريق اتصال الكبار بالصغار فقط ، ولكن بقاء المجتمع يتم بالاتصال الذي يؤكد المشاركة في المفاهيم والتشابه في المشاعر للحصول على الاستجابات المتوقعة من الافراد في مواقف معينة .
إن هناك علاقات كثيرة بين أفراد الجماعة لا تكون علاقات اجتماعية بالمعنى الصحيح فكثيراً ما يستخدم إنساناً غيره لإنجاز مطالب له بدون تقدير لأوضاعه العقلية والنفسية المتصلة بإنجاز تلك المطالب ومثل هذا الاستخدام يعكس العلاقات القائمة على أساس القوة والنفوذ وليس على أساس تحقيق الأهداف أو إشباع الرغبات المشتركة .
والاتصال يكون مربياً اذا كان قائما على الخبرة ووحدة الاهداف والميول المشتركة وهذا الاتصال المرغوب والمفضل بين الآباء والابناء وبين المعلمين والتلاميذ وبين الرئيس والمرؤوس حتى تضمن علاقات ايجابية ذات أثر تربوي بين اعضاء المجتمع فالحياة الاجتماعية لا تتطلب لدوامها التدريس والتعليم فقط ولكنها تتطلب التربية لان التربية تزيد الخبرة وتخلق الاحساس بالمسؤولية وتوحد الاهتمامات فتتلاقى الاتجاهات .
والمجتمعات الإنسانية تعتمد في بقائها على التربية، لأن أساليب حياتها وأنماط تفكيرها، التي تكونت واستقرت بين أفرادها لا تنتقل انتقالاً بيولوجياً بين الافراد، مثل لون العين أو الشعر أو البشرة، وإنما تكتسبها الأجيال المتعاقبة عن طريق التعلم والمشاركة في الخبرة الاجتماعية، فمهما كانت بساطة الحياة في أية جماعة إنسانية من حيث لغتها وتقدمها العلمي ومعاييرها الخلقية وأساليبها المعيشية، فإن المرادفات السلوكية لكل ذلك، لا تنشأ مع الاطفال بمجرد ولادتهم، وإنما تنمو فيهم عن طريق المشاركة في أنواع الانشطة التي تميز افراد الجماعة التي ينتمون إليها أي عن طريق التربية .
وإذا كانت التربية ضرورة مهمة لاستمرار الجماعة على هذا النحو، فإنها أكثر أهمية للجماعة كلما ارتقت في سلم التطور الثقافي، وزاد نصيبها من العلم، وتعقدت نظم وأساليب حياتها .
والتربية تكون بذلك كله موضوعها الخبرة الانسانية وهي وسيلة الاستمرار الاجتماعي للحياة، والسبيل إلى تجديد الحياة بمستوياتها المادية والاجتماعية والخلقية والفنية. ذلك لأن كل فرد من أفراد الجماعة يولد ناقصاً من الناحية الاجتماعية، فلا يملك لغة أو معتقدات أو أفكاراً أو معايير اجتماعية، وعن طريق التربية بوسائلها المختلفة وأجهزتها المتعددة، يكتسب الفرد كل هذه المفاهيم والمهارات والاتجاهات والمعتقدات والمعايير، ويتحول من مواطن بالقوة إلى مواطن بالفعل مندمجاً في الحياة الاجتماعية، واعياً بكيانها مدركاً لأدواره فيها، يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات ومن هنا تتحقق مكانته وإنسانيته وحريته وقيمته الاجتماعية .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|