أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-11-2017
2400
التاريخ: 27-4-2022
1568
التاريخ: 30-6-2018
2371
التاريخ: 3-4-2022
1996
|
الحركة والانتقال ظاهرات لاصقة بحياة الانسان. فعن طريقها كان يحقق باستمرار الاشباع لاحتياجاته الأساسية والتعرف على الوسط الذي عاش فيه, الا اننا لا نستطيع ان نطلق على هذه التحركات للبشر (سياحة) بالمفهوم الفني لها الذي يرتبط بالوفرة او الفائض والتغيير الذي حدث في أسلوب ممارسة الانسان لحياته ودخول عنصر جديد في مطالب حياته وهو الترفيه او الاستجمام او الراحة. فهذه الأمور التي اصبح ينظر اليها في هذا العالم المجهد بنظام عمله وحياته الحديثة وأصبحت على شيء من التنظيم في كثير من مناطق العالم، لم تكن كذلك طوال فترات التاريخ الإنساني الا بالنسبة لبعض الفئات من الناس كانت قد تحققت لها الوفرة والفائض وبعدت عن ممارسة أنواع الاعمال من المراتب الأولى والثانية بصفة عامة.
ورغم ذلك فان الحركة والانتقال جعلت الانسان يتعرف على المميزات الخاصة بكل منطقة وكيف تختلف عن غيرها من المناطق. وجعلتها هذه الميزات من وجهة نظر الجماعات البشرية ذات جاذبية خاصة دفعت الى الإقامة والاستقرار بها او الى توالي الزيارة للعمل او للاستجمام بدافع الحنين والاعجاب.
ومع تقدم الانسان التقني والمادي، واتساع نطاق تقسم العمل، وظهور الإدارة والسلطان وما يرتبط بها من تراكم للثروات لدى قطاع صغير من المجتمعات البشرية مع ما يرتبط بها من ابهة وفخامة ظهر تغير في السلوك البشري وتغيرت وجهة نظر هذه الفئة من الناس لنوعيات الأنشطة التي تمارس في الحياة اليومية, وبذلك اصبح العمل المنتج تختص بها قاعدة عريضة من الناس بينما لدى الخاصة توفرت الثروة والفراغ والبعد عن الاعمال اليدوية بما وجهها الى المتعة والترويح.
وبذلك فالانقسام الذي حدث في العمل بين افراد الجماعات البشرية الى عمل عقلي وآخر عضلي. كان من عوامل ظهور الحاجة الى التسلية والترفيه والسياحة. كما كان استقرار الانسان وتحوله الى انتاج الطعام عاملا وفر له وقتا للفراغ سواء بصورة جزئية لدى البعض او بصورة كلية للبعض الآخر اخذ يفكر وينتج فيه ويبتدع ضروبا من المنتجات ويمارس أنشطة لا ترتبط مباشرة بتوفير الاحتياجات الضرورية.
ومن هنا ظهرت أنشطة خدمية بطبيعتها لا ترتبط مباشرة بالإنتاج. واصبح لدى الناس عامة وفئة القادة ومن يدور حولهم من الوقت والوفرة ما اظهر لديه حاجات جديدة بالإضافة الى الضروري من مطالب المعيشة. وكان ذلك هو الحاجة لشغل وقت الفراغ بالتسلية والترويح والسياحة وتباينت في هذه المرحلة ضروب التسلية مما أدى الى اختلاف المناطق بتميزها بنواحي خاصة من هذه الأمور، بالإضافة الى اختلاف مدى الحاجة والقدرة والرغبة في اشباع هذه الحاجات بين فئات الجماعات وبين الجماعات بعضها والبعض الآخر.
فالإنسان عامة والصفوة القادرة منه بصفة خاصة اخذت تسعى للمتعة والترفيه والراحة والرغبة في مشاهدة كل طريق وغريب في انحاء الأرض حسب مداها في تصوره ومقدرته ولدى الجماعات في تباينها وحسب ما هو متاح له من وقت فراغ وحسبما تتوفر له من مقدرة مادية هي فائضة عن احتياجاته الضرورية وعلى استعداد لإنفاقها في هذه الأغراض.
وكانت كل نقلة حضارية تدفع بالإنسان الى ضروب اللهو والتسلية بالترويح والسياحة. وكانت تزيد من قاعدة المتمتعين بهذه الأنشطة غير الإنتاجية. كما كانت تزيد من مقدرته على الوصول الى الابعد بالمسافة وبالتكلفة وبالزمن. وكان اتساع افق المعرفة بالتباين الإقليمي وبالظاهرات الجديدة يضيف باستمرار أنواع جديدة من مصادر اللهو والمتع. وبذلك تعددت الأنشطة واخذ نطاقها يتسع الى مستويات إقليمية بل وصلت الى ان اصبح من الممكن ان تشمل العالم كله.
فقد كان للثورة الصناعية وثورة النقل بأنواعه الجديدة، وتضخم الحضرية، ونظام العمل الجديد لها آثارها في ظاهرة السياحة كما كان لها آثارها في النواحي الأخرى من حياة الانسان. وكانت هي البذور للتغير في حجم وأنواع ومدى الحركة السياحية في العالم. وكان بصورة لم تعهدها التغيرات الحضارية السابقة عليها منذ الثورة الإنتاجية الأولى سواء في فترة المدنيات القديمة او فترات العصور الوسطى من تاريخ العالم او عصر الكشوف الجغرافية او الفترة المبكرة من تاريخ العالم الحديث.
وبذلك فان ظاهرة الانتقال التي بدأت أصلا لتحقيق شؤون المعيشة قد تحولت على مر الزمان الى ظاهرة اجتماعية ثقافية بالإضافة الى جوانب اللهو والتسلية. وبعدما كان رائدها تحقيق المكسب والمنفعة اصبح رائدها المتعة النفسية والذهنية والاستفادة الثقافية. واصبح استبعاد عنصر الربح والاستفادة المادية للمرتحل أصبحت علمية الانتقالات هي السياحة بمفهومها الحديث الذي يجد قبولا كبيرا حاليا. وبعدما كانت هذه الظاهرة في بدايتها بسيطة بدائية في مظهرها واسبابها وأهدافها ووسائلها نجدها تتطور مع الزمن الى حرفة يمتهنها بعض الجماعات والافراد ثم تحولت الى صناعة لها أسس وقواعد.
وقد ارتبط تطور السياحة بالتغير الذي حدث في ثلاث عوامل رئيسية هي:
1- الوفرة المادية.
2- توفر وقت الفراغ.
3- رغبة الانسان في الترويح.
وكان تغير العوامل يرتبط بالأعمال التي قام بها الانسان وبالتقدم الحضاري.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
ناقلا تهنئة الامين العام ...وفد الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة يزور مقرات القوات الأمنية في سامراء
|
|
|