أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2018
1344
التاريخ: 26-7-2017
1113
التاريخ: 28-7-2017
1088
التاريخ: 28-7-2017
1142
|
بدأت الامارات المستقلة عن جسم الدولة الإسلامية تظهر، وان كانت تعود في نشأتها الى وقت مبكر. اكثر من هذا اذ ظهرت منذ قيام الدولة العباسية وبالتحديد عام 140 بالنسبة الى دول الخوارج، وقبل ذلك بالنسبة الى الاندلس غير ان العباسيين كانوا يحاولون القضاء على هذه الامارات او الدول لذلك كانت تعد حركات قائمة في هذه المناطق ، ولكن بعد ذاك تركتها الدولة العباسية وشأنها، وأصبحت امارات منفصلة بل أعلنت الاندلس الخلافة فيما بعد وغدت خلافتان في ارض الإسلام، وفي هذا مخالفة شرعية اذ لا يصح وجود سوى خليفة واحد. قال عرفجة بن شريح: سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وأله) يقول: ( من اتاكم وامركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم، او يفرق جماعتكم فأقتلوه) (1).
1- الدولة الرستمية في تاهرت:
وتوفى مؤسسها عبد الرحمن بن رستم عام 171 أي في أوائل عهد هارون الرشيد. وخلفه ابنه عبد الوهاب بن عبد الرحمن واستمر حكمه الى ما بعد هارون الرشيد، وقد هادن والي افريقية من قبا هارون الرشيد، وهو روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن ابي صفرة والذي جاء الى افريقية بعد وفاة أخيه يزيد في نهاية عام 170 وتولى امرها بعد ابن أخيه داود يزيد ولكن روح قد مات عام 174، ثم جاء ابنه لفضل بن حاتم غير ان ثورة قامت في افريقية وقضت على الفضل فتولى امر القيروان بعد ذلك هرثمة بن اعين وقد أخرجت الثورة في افريقية آل المهلب من المنطقة، وهادن عبد الوهاب بن عبد الرحمن ولاة قيروان العباسيين سواء هؤلاء ام الذين جاءوا من بعد وهم الاغالبة الذين تولوا امر القيروان منذ عام 184.
ولقي عبد الوهاب بن عبد الرحمن حركات صده بسبب مخالفته المذهب الاباضي الذي لا يقبل الحكم بالوراثة، وانما يكون الرأي في اختيار الحاكم لأهل الحل والعقد. اما عبد الوهاب فقد تسلم الحكم من ابيه رغم وجود ن هو أفضل منه وأكثر علما لذا فقد قامت حركة قادها يزيد بن فندين وعرفت بالنكار أي الذين ينكرون تصرف ولي الامر بالحكم. وجرى قتال بين الطرفين كان في صالح ابن فندين فدعا عبد الوهاب الى الهدنة لأخذ رأي اهل العلم الذين منهم من افتى لصالح هذا، ومنهم من افتى لصالح ذلك، وتجدد القتال وانتصر عبد الوهاب وقتل ابن فندين، ولاذ جماعته بالفرار، منهم من خرج بعيدا عن المنطقة، ومنهم من اعتصم في محلتهم التي عرفت باسم (كدية النكار) واستمر الخلاف طيلة أيام عهد الرشيد وان كان من غير المستبعد ان يكون امراء القيروان يشجعون الحركات ضد الرستميين.
2- دولة بني مدرار في سجلماسة:
وتوفى أبو القاسم سمكو مؤسس دولة الخوارج الصفرية في سجلماسة عام 168، وخلفه ابنه ابي القاسم والذي عرف باسم (أبو الوزير) واستمرت أيامه حتى عام 174، وخلفه اليسع بن ابي القاسم وبقي في حكم هذه الدولة حتى عام 208، وقد عرف باسم (أبو المنصور) وقد ثارت الاباضية في أيامه في وادي درعة ولكنه قضى على ثورتهم وبطش بهم.
وكما هادن الاباضيون ولاة العباسيين في القيروان، وكذلك هادنهم الصفرية الذين اتجهوا نحو أوضاعهم الداخلية والاقتصادية حيث كانوا تجار بين الشمال والجنوب عبر الصحراء، وكذلك فقد جعلوا الحكم وراثيا كالاباضيين.
3- الامويون في الاندلس:
حكم عبد الرحمن الداخل الاندلس 138 – 173 أي انه عاصر الرشيد مدة عامين، وعندما توفى تولى بعده ابنه هشام الرضا، وقد حكم الاندلس مدة ثمانية أعوام 172- 180 ووقع خلاف بينه وبين أخيه سليمان الذي هو أكبر منه، وقد اخذ سليمان البيعة لنفسه في طليطلة، ولكنه هزم امام هشام عام 174 ونفي الى المغرب. وبعد ان وطد هشام حكمه اتجه الى قتال النصارى في الشمال، فأرسل إليهم حملات كما أرسل جيوشا الى سبتمانيا في جنوب فرنسا.
وخلفه ابنه الحكم الربضي، واستمر حكمه حتى عام 206، ونازعاه على الحكم عماه سليمان وعبد الله، اما سليمان فقد كان في طنجة وعبر الى الاندلس بقوة من المرتزقة ولكنه هزم وقتل عام 184، واما الاخر عبد الله فقد كان عند الخوارج الاباضيين في تاهرت بالمغرب الأوسط فانتقل الى الاندلس غير انه هزم، وعفا عنه ابن أخيه الحكم واجبره على الإقامة في بلنسية، ويدفع له مرتبا سنويا ضخما، كما قامت ضده عدة حركات:
اولاهما: في طليطلة قضى عليه بالحيلة اذ ولى عليهما عمرو بن يوسف الذي تظاهر بكره الأمير (الحكم) ودعا الى وليمة كبيرة بالقلعة وتخلص منهم عام 181.
الحركة الثانية: كانتا بالعاصمة قرطبة اذ حاصر قصر الحكم اهل حي الربض لخلاف بسيط بين مع جندي فأرسل سرا من أشعل النار بحي الربض، فاضطر المحاصرون ان يتركوا مواقعهم ويتجهوا الى حيهم لإطفاء النار. وعندما انتهت الحركة امر الأمير (الحكم) ان يهدم حي الربض وان يحرث ويزرع مكانه، واضطر عدد من اهله الى مغادرة الاندلس، فاتجه بعضهم الى المغرب واستقروا عند الادراسة هناك، وبين البربر. ووصل بعضهم الاخر عن طريق البحر الى الإسكندرية ونزلوا فيها.
4- الادارسة في المغرب:
فر ادريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب من الحجاز وقد نجا من معركة فخ عام 169، واتجه نحو مصر ومنها الى المغرب حيث استطاع ان يؤسس دولة الادارسة بمساعدة السكان عام 172، وهي منفصلة عن المشرق، وبنى بالمكان المعروف (جراوة) مدينة فاس، واتخذها عاصمة له، واستمر في حكمه حتى توفى عام 177 حيث مات مسموما فخلفه ابنه ادريس الثاني الذي كان جنينا في بطن امه عندما مات ابوه، وقام بشؤون البربر مولى ابيه، وهو راشد فلما قتل راشد كفل ادريس أبو خالد العبدي، حتى كبر فتولى الامر عام 188 وبنى مدينة العالية في المكان المعروف بدار القيطون، وهي مقابل مدينة فاس يفصل بينهما وادي صغير، وهو رافد من روافد نهر( سبو) . وقد سكن في هاتين المدينتين الذين فروا من الاندلس بعد معركة الربض عام 181، واستمر في الحكم حتى عام 213 حيث توفى بفاس.
5- الاغالبة:
أرسل أبو جعفر المنصور عام 148 الى افريقية الاغلب بن سالم التميمي (2) وعهد اليه بولايتها، فوصل الى القيروان ودخلها وتمكن من دحر الحسن بن حرب الكندي والاستيلاء على القيروان وتخليصها منه، الا ان الحسن بن حرب قد عاد الى ونس وجهز حملة ثانية استطاعت ان تقتل الاغلب. وكان للأغلب ولد عمره عشر سنوات حين قتل وهو إبراهيم بن الاغلب الذي سيلعب دورا كبيرا في افريقية، والذي يعد المؤسس لدولة الادارسة.
رحل إبراهيم الى مصر بعد مقتل ابيه ودرس الفقه فيها، ثم رحل الى المغرب واقام في إقليم الزاب بالمغرب الأوسط.
جاء واليا على افريقيا عمرو بن حفص المهلبي عام 151 فأشتدت عليه الثورات حتى قتل، واستطاع خلفه بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن ابي صفرة ان يقمع حركات الخوارج حتى عام 170 حيث توفى وجاء بعده ابنه داود بن يزيد، ثم اخوه روح بن حاتم فالفضل بن روح، وفي 178 ثار عبدويه الانباري وقتل الفضل بن روح بن حاتم المهلبي، واخرج آل المهلب من افريقية.
استطاع العلاء بن سعيد والي الزاب ان يسير الى القيروان وان يستردها وان يسلمها الى هرثمة بن اعين الذي ارسله هارون الرشيد واليا على افريقية عام 179، وكان إبراهيم بن الاغلب مع العلاء، وتقرب إبراهيم بن الاغلب الى هرثمة فولاه الزاب.
أرسل الرشيد اخاه من الرضاعة وهو محمد بن مقاتل العكي واليا على افريقيا فثار الشعب والجند ضده، كما ثار عليه واليه على تونس تمام بن تميم التميمي عام 183، وقد ساعد إبراهيم بن الاغلب العكي في مقاتلة تمام بن تميم ومكن له. فعزل الرشيد اخاه محمد بن مقاتل العكي وولى مكانه ابراهيم بن الاغلب على افريقية عام 184، وبدأ إبراهيم منذ توليه الامارة يعمل على تأسيس دولة ولأبنائه من بعده.
عرف الرشيد رغبة إبراهيم بن الاغلب ومع ذلك فقد استبقاه في الامارة ودعمه ما دام يعمل باسم العباسيين وخاصة ان الرشيد كان مشغولا بحروب الروم وهجوم الخزر ومشكلات المشرق، وفي الوقت نفسه يريد ان يحمي الأجزاء الغربية من الامارات التي قامت في المغرب والاندلس من الخوارج، وادارسة وامويين. ولم يكن لدى الرشيد اسطول يحمي أقاليم البحر المتوسط فاكتفى بالأشراف على دولة إبراهيم بن الاغلب ورأى في ذلك افضل من ان يخرجوا من اشرافه نهائيا كباقي الامارات .
ثار على إبراهيم بن الاغلب في المغرب الأدنى حمديس الكندي ولكنه هزم امام ابن الاغلب. وثار اهل طرابلس عام 189 على سفيان بن المهاجر عامل إبراهيم على مدينتهم. ولكن ابن الاغلب تمكن من اخضاعهم، وهكذا قامت دولة الاغالبة في لمغرب الأدنى.
_________
(1) اخرجه مسلم في الامارة برقم 1852 باب حكم من فرق امر المسلمين وهو مجتمع.
(2) كان الاغلب بن سالم من دعاة العباسيين مع ابي مسلم وشارك ابي جعفر المنصور في حصار يزيد بن عمرو بن هبيرة في أواسط اثناء الاحتدام بين العباسيين والامويين كما شارك أبا مسلم الخراساني في القضاء على حركة عبد الله بن علي عم المنصور. ثم ارسل المنصور مع قائده محمد بن الاشعث الى افريقية، وقد اصبح واليا عليها بعدها.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|