‏انظر إلى هذه الجمل:

1. رأيت ولداً.

٢ ‏. رأيت شخصاً.

٣‏. أكلت تفاحة.

٤. أكلت فاكهة.

‏إذا كنت قد رأيت ولداً، فهذا يستلزم منطقياً أنك رأيت شخصاً. إذا، الجملة (١‏) تستلزم الجملة (٢‏). إذا صدقت الأولى، صدقت الثانية بالضرورة. والعلاقة بين الجملتين علاقة استلزام: أي إذا كانت الأولى

ص100

‏صادقة، فهذا يستلزم صدق الثانية حتماً وبالضرورة. والجملتان ( ٣ ‏، ٤ ‏) في علاقة استلزام أيضاً، لأن الثالثة تستلزم الرابعة.

‏وهناك شرط للاستلزام هو أن تقال الجملتان في وقت متتابع، لأن البعد الزمني عامل حاسم في صدق القول أو عدم صدقه. فإن صدق الجملة الثانية المستلزم من صدق الأولى مشروط بتتابع الوقت. فقد تكون جملة صادقة الآن ولكنها لا تصدق بعد يوم أو ساعة.

‏ومما هو جدير بالملاحظة أن الاستلزام تراكمي، بمعنى أنه إذا كانت س تستلزم ص، وكانت ص تستلزم ع، فإن س تستلزم ع. مثلاً،

‏5. أكل الأولاد التفاح.

٦. أكل الأشخاص التفاح.

7. أكل الأشخاص الفاكهة.

‏هنا، الجملة ( ٥ ‏) تستلزم الجملة (٦)، والجملة ( ٦ ‏) تستلزم ‏الجملة (7‏). إذا، الجملة ( ٥ ‏) تستلزم الجملة (7‏).

‏ويمكن أن نعبر عن ذلك باستخدام الرمز ( ← ) ليدل على الاستلزام، هكذا

     ‏5 ← ٦

     6 ← 7

 5 ← 7

 ص101

 ‏وهكذا، صارت لدينا حتى الآن أربعة رموز هي:

● الرمز = ليدل على الترادف

‏● الرمز  ليدل على التناظر

‏● الرمز  ليدل على الانضواء

‏● الرمز ← ليدل على الاستلزام

‏كما تبين لنا سابقاً وجود علاقة بين الترادف والانضواء وقلنا إن الترادف هو انضواء متبادل، يتبين لنا هنا وجود علاقة بين التناظر والاستلزام. التناظر هو استلزام متبادل: إذا استلزمت الجملة س الجملة ص واستلزمت الجملة ص الجملة س ء فهما في علاقة تناظر. وبعبارة أخرى،

‏س ← ص

ص ← س

   س  ص

‏الآن، صار لدينا أربعة مصطلحات هامة: الترادف، التناظر، الانضواء، والاستلزام. والعلاقة بينهما هي الآتي:

١. الترادف والتناظر هما علاقة تماثل في المعنى.

٢. الترادف علاقة بين الكلمات متماثلة المعنى والتناظر علاقة بين ‏الجمل متماثلة المعنى.

٣. الترادف انضواء متبادل والتناظر استلزام متبادل.

٤. الاستلزام يمكن أن يكون في اتجاه واحد، وكذلك الانضواء.

٥‏. الترادف علاقة في اتجاهين، وكذلك التناظر.

٦. الترادف والانضواء علاقة بين الكلمات، والتناظر والاستلزام علاقة بين الجمل.

ص102