في آخر ذي القعدة من كل عام تمر علينا ذكرى استشهاد باب المراد الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، لتشكل تلك المناسبة الأليمة تظاهرة إيمانية ضخمة، حيث يشهد الصحن الكاظمي الشريف توافد أعداد كبيرة من الموالين والمواليات من أجل إحياء تلك الذكرى المفجعة إحياءً واعياً ومثمراً، إذ تمثل هذه الصورة أفضل ما جُبلت عليه قلوب المؤمنين الموالين تجاه قائدها وإن باعدت بينه وبينها سنون سحيقة وحقب بعيدة.
فتوافد هذا القدر الكبير من المؤمنات المعزيات يحتاج إلى بذل جهودٍ كبيرة من أجل تقديم أفضل الخدمات للزائرات المتوافدات، ومن أجل الوقوف على تلك الأنشطة الميمونة من قِبل خادمات العتبة الكاظمية المقدسة كان لنا لقاء مع مسؤولة شعبة الرقابة النسوية السيدة (هناء الموسوي) حيث تفضلت بتقديم إيجاز عن أهم الخدمات التي تهيأت للزائرات الكريمات:
كانت لنا لقاءات تحضيرية مع السادة الأفاضل في العتبة المطهرة من اللجنة التحضيرية المشرفة على الزيارة المليونية وعلى رأسهم أ.د. (حيدر الشمّري) الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، وأعضاء مجلس الإدارة، وكان هناك إجماع على تقديم أفضل الخدمات للنسوة المتشرفات بزيارة الإمامين الجوادين(عليهما السلام) في تلك الذكرى الحزينة وبذل قصارى الجهود من أجل ضمان انسيابية الزيارة، وانطلاقاً من هذا المبدأ عمدنا إلى فتح ست منافذ لدخول الزائرات الكريمات تحاشياً لحدوث الزخم في أبواب التفتيش الخاصة بالنساء، كما قمنا بسلسلة من الاجتماعات مع مسؤولات خدمة التفتيش والأمانات والحرم الشريف في سبيل الوقوف على أهم المشكلات والعقبات التي قد تواجه الملاكات النسوية خلال الزيارة وسبل التغلب عليها، فضلاً عن التشاور في سبيل توزيع الخادمات على نقاط التفتيش بالشكل الأمثل وتنظيم أوقات الخدمة، كما قمنا بفتح صحيات من جهة باب أمير المؤمنين (عليه السلام) الخاصة بالنساء.
ومن الإنصاف هنا أن نشيد بالتعاون الكبير للمتطوعات الكريمات، حيث بلغ عددهن أكثر من (213) متطوعة، تم توزيعهن داخل الحرم الشريف وعلى نقاط التفتيش ومراكز الصحيات ووحدة الطبابة، حيث تظافرت جهودهن مع جهود خادمات العتبة المقدسة لتقديم أفضل الخدمات، فلهن منا كل الشكر والثناء إلا إن شكر الله أوفر وعطاءه أجزل.
من جانب آخر شهد الصحن الكاظمي الشريف مجالس تبليغية نسوية من أجل تثقيف جمهور النساء بحزمة من المسائل العقائدية والأحكام الابتلائية والقواعد التربوية وأصول إدارة الحياة الأسرية، فضعف الاهتمام بتلك المجالس وعدم الاكتراث بالمادة العلمية التي تُطلق من خلالها يُبدد الجهود الحثيثة ويضيع الفرص الثمينة في مضمار تأصيل الثقافة الدينية وغرس القيم التي جاء بها صاحب الذكرى الإمام محمد الجواد (عليه السلام), لعلنا نستلهم منه ومن تضحياته الجسيمة ومصائبه الأليمة سبل المعرفة وطرق الاستقامة، فيكون لنا في الإمام الشهيد فكرة وومضة وعِبرة وعَبرة.
وفي هذا المضمار أيضاً كانت هناك جهود حثيثة من قِبل المشروع التبليغي الذي ينطلق في كل عام تحت رعاية وكفاية المرجعية الدينية العليا، إذ بلغ عدد المبلغات المنتشرات في أرجاء الصحن الكاظمي الشريف أكثر من 30 مبلغة، توزعت مهامهن في الإجابة على أسئلة الزائرات الكريمات وتقديم النصح والوعظ والإرشاد للزائرات الكريمات، وفي الختام نسأله تعالى أن يتقبل من الجميع هذه الخدمة المباركة ويجعلها زاداً في رحلة الطريق الطويل وذخراً يوم الفاقة والعوز إنه سميع مجيب.