عند حديقة داخلية متناسقة، يقف (حسن الساعدي) يتأمل مجموعة من الزهور المتفتحة التي تبحث عن أشعة الشمس، تلك الأشعة التي كان (حسن) يبحث عنها لأيام بعد ان ساءت حالته الصحية وأصبح لا يتنفس الا بواسطة الأجهزة الطبية التي كان يضمها أحد مراكز الشفاء الذي نفذته العتبة الحسينية المقدسة مؤخرا في العاصمة بغداد، (حسن) الشاب الثلاثيني المصاب (بكورونا) وجد بتلك الأزهار متنفسه الذي يستنشق الأوكسجين من خلاله بعد أن تحسنت حالته الصحية.
وقال الساعدي في حديثه للموقع الرسمي، إن "الحالة النفسية لها انعكاس على حالة المرضى وخاصة المصابين بـ(كورونا)، صراحة ان المركز الذي تلقيت العلاج به ساهم بشكل كبير بتحسن حالتي الصحية بعد فضل الله سبحانه وتعالى ودعاء الوالدين".
واشار الى ان "انشاء حدائق داخلية في مراكز الشفاء تعد فكرة جيدة جدا، متمنيا من الجهات المعنية الى استنساخ هذه التجربة في جميع المراكز".
الى ذلك، كشف قسم الزينة والتشجير التابع للعتبة الحسينية المقدسة عن اسباب اضافة الحدائق والنباتات في مراكز الشفاء التي تبنت تنفيذها العتبة الحسينية في اغلب المحافظات العراقية لدعم جهود وزارة الصحة العراقية في مواجهة جائحة (كورونا).
وقال رئيس القسم عباس الموسوي في حديث للموقع الرسمي إن "الاسباب التي دفعت العتبة الحسينية الى اضافة النباتات في مراكز الشفاء تتعلق برفع ودعم الحالة النفسية للمصابين عن طريق الزهور والرقع الخضراء"، مبينا أن "هنالك اسباب اخرى وهي تتعلق بالروتين العام وعدم وجود مساحات خضراء في اغلب المستشفيات الموجودة حاليا في العراق".
وأوضح أن "القسم ومن خلال الفنيين والمهندسين جهز المراكز بالحدائق وفقا للمعايير الصحية باختيار نباتات ليس لها اثار جانبية ومن اجود النوعيات الموجودة".
وأضاف أنه "تم زراعة نباتات شمسية وظلية وبنوعيات مختلفة واحجام مختلفة في هذه المراكز"، مشيرا الى أن "القسم تواصل مع دوائر الصحة من اجل تحديد شخص فني (مزارع) لكل مركز للاعتناء بالنباتات المزروعة وفق التعليمات التي ثبتها القسم".
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة ومنذ اليوم الأول لاعلان تسجيل اول اصابة بفيروس (كورونا) شرعت بانشاء (4) مراكز في كربلاء والنجف وبغداد بجانبي الكرخ والرصافة، وبعد ارتفاع الاصابات شرعت ببناء (13) مركزا آخرا في محافظات جنوب وشمال ووسط العراق، لدعم جهود وزارة الصحة حيث أفتتح منها إثنان مؤخرا، بالاضافة الى وضع مدن الزائرين تحت تصرف وزارة الصحة.