لمناسبة الفاجعة الأليمة لتفجير القبة المباركة لحرم الإمامين الهمامين الهاديين العسكريين "عليهما السلام" في الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام لعام 1427هـ ، حين امتدت أيادي التكفيريين الآثمة، أعداء الإسلام والإنسانية ليرتكبوا جريمة بشعة بكلّ المقاييس والأعراف يصعب احتوائها في عنوان موحد، لتؤكد خسة ودناءة هذه الفئة الباغية، وبشاعتها واستهتارها بكلّ الأخلاق والشرائع الدينية والدنيوية لتضاف إلى سجلهم الإجرامي الأسود، وهم يبثون أحقادهم الدفينة وأهدافهم الخبيثة.
واستذكاراً لهذه المناسبة الأليمة التي أفجعت قلوب المسلمين، وآلمت الإنسانية جمعاء أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ قسم الشؤون الفكرية والثقافية/ دار القرآن الكريم، وبالتعاون مع الإمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة محفلاً قرآنياً شهدته رحاب الإمامين العسكريين "عليهما السلام" بمشاركة نخبة من قرّاء العتبتين المقدستين وبحضور عدد من الأساتذة المهتمين بالشأن القرآني، وجمع من الزائرين الكرام، مع مرعاة الالتزام بالشروط الصحية والوقائية التي أوصت بها المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف في تحقيق التباعد الاجتماعي.
وشهد المحفل باقة من التلاوات استهلها قارئ العتبة الكاظمية المقدسة السيد عبد الكريم قاسم، وقارئ العتبة العسكرية المقدسة بلاسم جليل، والقارئ الدكتور رافع العامري والذي مثل أيضاً العتبة الكاظمية المقدسة، إذ أتحفوا الحضور بتلاواتهم الكريمة ليَعلو صداها، وينشر عبيرها في فضاء الطهر والقداسة رحاب الإمامين الهاديين العسكريين "عليهما السلام"، والتزوّد ببركات الذكر الحكيم، ونيل الثواب العظيم في بيت من بيوت الله، وباب من أبواب قضاء الحوائج.
واختتم المحفل القرآني بكلمة الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة ألقاها سماحة السيد منتظر الحلو تقدّم خلالها بالتعازي لمناسبة ذكرى شهادة رابع الأئمة الأطهار الإمام علي بن الحسين زين العابدين "عليه السلام"، وبالشكر والامتنان لخدمة الثقلين قرّاء العتبة الكاظمية المقدسة الذين حملوا عطر القرآن الكريم وعطر الإمامين الكاظمين "عليهما السلام"، بعدها توجّه الحضور الأكارم بالدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان ، والزيارة بالإنابة عن جميع الموالين الذين تعذّر حضورهم لإحياء هذه المناسبة الأليمة، سائلين المولى العليّ القدير أن يدفع البلاء والوباء ويكشف هذه الغمة عن هذه الأمة، ويحفظ العباد والبلاد والمقدسات من كلّ سوء أنه سميع مجيب.