يُعدّ مشروع (اكفَلْ موهبةً) أحدَ المشاريع الإنسانيّة التي تبنّتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة متمثِّلةً بقسم العلاقات العامّة فيها، ويُعتبر المشروع الأوّل من نوعه في العراق الذي يهدف إلى الارتقاء بمستوى اليتيم والشابّ العراقيّ وتطوير مهاراته ومواهبه، من أجل خلق جيلٍ واعٍ ومثقّف ونافعٍ للمجتمع.
كانت انطلاقةُ المشروع سنة 2018 ويعمل بمحورَيْن، الأوّل هو احتضانُ وتنمية مواهب الأيتام، وذلك بالتنسيق مع المؤسّسات الخيريّة، والمحور الثاني هو دعم واحتضان الطاقات الشبابيّة وأصحاب المواهب النادرة، وقد حقّق نتائج طيّبةً خلال هذه الفترة تبعاً لخطّة عملٍ مدروسة، تتماشى مع أهداف المشروع وغايته والوضع العامّ الذي نعيشه.
وقال مديرُ المشروع الأستاذ عمرو العُلا الكفائيّ لشبكة الكفيل: "يعمل المشروعُ على مرحلة ما بعد اليُتْم، وهي التي تبدأ من عمر (15) سنةً فأكثر، حيث تقطع أغلب المؤسّسات الخيريّة الكفالة في هذا العمر، فيبدأ المشروع برعايتهم واحتضانهم من أجل تطويرهم".
موضّحاً "تسبق هذه المرحلة مرحلةٌ تحضيريّة له تكون من عمر (12) سنة فأكثر، حيث يتمّ في هذا العمر التنسيق مع المؤسّسات الخيريّة الكافلة للأيتام إلى حدّ قطع الكفالة عن اليتيم، وهنا يبدأ مشروع (اكفَلْ موهبة) متواصلاً مع هذا اليتيم لحين تأهيله عبر الدورات والورش المكثّفة، وكذلك يعمل على التنسيق مع شركات القطّاع الخاصّ ورجال الأعمال من أجل توظيف وتشغيل الأيتام الذين لديهم مواهب جاهزة، أو المواهب التي تؤهّلهم من خلال الدورات التي تقيمها العتبةُ العبّاسية المقدّسة لهم وتجعلهم مؤهَّلين لذلك".
وأشار الكفائي إلى أنّ "المشروع يمرّ بعدّة مراحلَ متسلسلةٍ ومخطّطٍ لها على النحو الآتي:
المرحلة الأولى: اكتشاف الموهبة لدى اليتيم والعمل على تصنيفها وتبويبها تبعاً لقاعدة بياناتٍ خاصّة بكلّ موهبة.
المرحلة الثانية: التأهيل، وفي هذه المرحلة يتمّ تأهيل اليتيم نفسيّاً من خلال دوراتٍ مكثّفة تتلاءم مع طبيعة الموهبة التي يتحلّى بها، والعمل على صقلها إضافةً إلى إعداده نفسيّاً للتكيّف مع هذا الجوّ، كذلك إدخالهم في برنامجٍ ترفيهيّ.
المرحلة الثالثة: التدريب، حيث يتمّ تدريب صاحب الموهبة أو المهارة حسب جدولٍ خاصٍّ بكلّ موهبةٍ ومهارة، كالفنّية والأدبيّة والعلميّة والمعرفيّة وغيرها، ويبقى هذا البرنامج التدريبيّ حتّى يصبح مؤهّلاً ومدرَّباً بشكلٍ تامّ، لتأهيله كذلك لتدريب أقرانه ذوي الموهبة نفسها.
المرحلة الرابعة: يكون فيها اليتيمُ مؤهَّلاً لأن تكونَ له فرصةُ عملٍ يكسب من خلالها لقمةَ العيش الكريم له ولعائلته، حيث يتمّ التنسيق مع رجال الأعمال وشركات القطّاع الخاصّ للمساهمة في تشغيل الأيتام وتوظيفهم".
يُذكر أنّ المشروع تُشرف على تنفيذ برامجه ومنهاجه كوادرُ متخصّصة وذات خبرة في هذا المجال.