استقبلت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة متمثّلةً بمركز مُلتقى القمر الثقافيّ التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة فيها، وفداً نخبويّاً من مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين، وهذه هي المرّة الأولى التي تتمّ فيها استضافةُ مثل هذا الوفد في هذه البقعة الطاهرة

جاء ذلك ضمن فعّاليات وأنشطة المركز في التواصل مع الفئات المجتمعيّة، بغية الإسهام في زيادة مخزونهم المعرفيّ والثقافيّ، وجعلهم أكثر فاعليّةً في أوساطهم المجتمعيّة والمهنيّة.

وقال مديرُ المركز المذكور الشيخ حارث الداحي لشبكة الكفيل، إنّ: "مركزنا وضعَ ضمن خطّته لهذا العام الانفتاح أكثر، سواءً على مستوى المحافظات والمناطق التابعة لها، أو من خلال البرامج المخصّصة لهم، وبما يتلاءم والوضع والظرف الذي يعيشه البلد، ومن تلك المناطق التي شهدت انفتاحاً وتواصلاً معها مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين".

وأضاف "تمّ إعداد برنامجٍ للوفد الزائر الذي كان بصحبة معتمد المرجعيّة الدينيّة العُليا الشيخ جعفر الآمرلي، واستمرّ لأربعة أيّام وقد ضمّ عدداً من الفعّاليات التثقيفيّة والإرشاديّة والتربويّة".

وتابع الداحي "استُهِلَّ البرنامج بإعطاء نبذةٍ تعريفيّة عن أهمّ النشاطات التي يضطلع بها المركزُ وفعّالياته، ليتمّ بعد ذلك الشروع بتنفيذ فقرات البرنامج التي شملت:

محاضرة بعنوان (الشبهات المعاصرة وكيفيّة تمييزها والردّ عليها)، وكيف يتمّ تأهيل وإعداد الشخص بصورةٍ صحيحة للردّ عليها باتّباع آليّاتٍ ولغة حوارٍ بعيدة عن التشنّج والعصبيّة، وقد تشرّفنا بتقديمها.

- جولة في عددٍ من مشاريع العتبة العبّاسية المقدّسة.

- ثلاث محاضرات حول التفاوض وحلّ وفكّ النزاعات بمختلف مصادرها، قدّمها محاضِرُ المركز الشيخ علي السعدي.

- جلسة حواريّة مفتوحة طُرِحت فيها أمثلةٌ واقعيّة حول الشبهات التي تُطرَح عبرَ منصّات التواصل الاجتماعيّ، والقضايا التاريخيّة التي تمسّ الدين وما يطرحه أعداءُ الإسلام، إضافةً إلى ما يُثار من شبهاتٍ حول دور المرجعيّة الدينيّة العُليا ومواضيع أُخَر".

وأوضح أنّ "ما ميّز الوفد أنّه متنوّعٌ جمَعَ بين طلبة الدراسات الأوّلية والعُليا، فضلاً عن موظّفي بعض الدوائر الرسميّة والحكوميّة، وستعقب هذه الزيارة زياراتٌ أُخَر وكذلك سنكون على تواصلٍ مع هذه المجموعة، لإدامة الصلة ولنكون قريبين منهم مع متابعة مخرجات ما تمّ طرحه عليهم، وكان مسك ختام البرنامج بزيارة محافظة النجف الأشرف واللقاء مع عددٍ من طلبة العلوم الدينيّة".

يُذكر أنّ مُلتقى القمر الثقافيّ، هو مُلتقىً تثقيفيّ فكريّ يستهدف طبقاتٍ وفئاتٍ مجتمعيّة عديدة، ويهدف إلى مواجهة التحدّيات الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والمساهمة في مجابهتها، باستخدام طرائقَ وآليّاتٍ علميّة حديثة بعيداً عن التعصّب والتشنّج، التي تُفضي إلى نتائجَ سلبيّةٍ تؤدّي إلى الضرر بالمجتمع.