نظّم مركزُ الدّراسات والمراجعة العلميّة التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ندوةً حواريّةً فكريّة توعويّة بعنوان: (الشباب بين الطموح والأماني) بالتعاون مع تجمّع صنّاع الأمل الثقافيّ، وذلك في قضاء الشطرة التابع لمحافظة ذي قار.

الندوةُ التي شهدت حضوراً نوعيّاً مميّزاً من أبناء الشطرة، ضمّ عدداً من النخب وبعض معتمدي المرجعيّة وطلبة العلم، قدّمها مديرُ المركز المذكور الأستاذ حسن الجوادي واستهلّها مستعرِضاً أنّ هذا النشاط هو الأوّل لبرنامجنا في هذا القضاء، وقد جاء خدمةً لفئة الشباب وإيماناً بأنّ العتبات المقدّسة ومنها العتبة العبّاسية هي منهلٌ ومصدر إشعاعٍ للفكر والبصيرة، وتسعى جاهدةً للمساهمة في ترميم الإنسان وبنائه مستثمرةً نفحات هذا الشهر الفضيل ليكون منطَلَقاً لهذا المبدأ.

حملت الندوة عدداً من المضامين التي تهمّ شبابنا المعاصر، وقد تناول المُحاضِرُ أهمّية الطموح في حياة الإنسان لا سيّما الجيل القادم، إذ أنّهم يعيشون بين طموحاتٍ قد تذهب بهم إلى الفوضى، وسلسلةٍ من الأمنيات التي قد تدفعهم إلى اليأس من تحقيقها، موجّهاً لهم: أنّ تحديد الأهداف والمقاصد يساعد الإنسان في تحريكه نحو إثبات ذاته والدفع بنفسه للتقدّم والتكامل.
كذلك بيّن الجوادي أنّ الحياة الجديدة تأخذ أعزّ ما عند الإنسان وهي (طاقته)، وبذلك إذا صرف طاقته في ما لا تُحمَد عُقباه ندم وضعف، وبالتالي عاش في دوّامةٍ من الإحباط والتخبّط، وهما أبرز مشكلتَيْن معاصرتَيْن.

هذا وقد شهدت هذه الفعّاليةُ طرحاً لمداخلاتٍ عديدة من قِبل الحاضرين، أفضى عن ثنائهم على دور العتبات المقدّسة في رفد الجيل الصاعد بمزيدٍ من الوعي والمعرفة، عبر المراكز المتعدّدة في هذا السبيل.

يُذكر أنّ هذه الندوة تندرج ضمن البرنامج الموسّع الذي أطلقه المركزُ خلال شهر رمضان المبارك، بالتعاون مع المؤسّسات والجمعيّات الثقافيّة والاجتماعيّة في عددٍ من الأحياء السكنيّة، لأجل استثمار نفحات هذا الشهر الفضيل والمساهمة في تقديم رُؤىً تساعد الفئات المجتمعيّة وبالأخصّ الشباب، لفهم الحياة ومعالجة الإشكالات المختلفة التي تواجههم.