شهِدت العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسيّة منذ ساعات الصباح الأولى لليوم الثالث من محرّم الحرام، توافدَ مواكب العزاء العاشورائيّ القادمة من كلّ حدبٍ وصوب من محافظة كربلاء المقدّسة، وبشقَّيْها مواكبِ الزنجيل التي تبدأ بنزولها حتّى المساء، ومواكبِ اللطم التي يكون نزولها بعد صلاتَيْ العشاءَيْن. مواكبُ العزاء وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، اشترَكَ فيها المئاتُ من المعزّين من أطراف وأصناف وهيئات المدينة، وهم يحملون رايات العزاء السوداء لاطِمين الصدورَ سابلين الدموعَ متضامِنين روحاً وجسداً، معبّرين عن شديد حزنِهم بذكرى مصاب سبط النبيّ الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) وأهل بيته وأصحابه(رضوان الله عليهم)، ذلك المصاب الذي أقرح جفون أئمّة أهل البيت(عليهم السلام). المواكب لم يقتصر حضورُها على النشاط العزائيّ فحسب، بل كان هناك نفيرٌ خدميّ من قِبل مواكب الخدمة، التي انتشرت على جميع الطرقات المؤدّية إلى المرقدَيْن الطاهرَيْن، ناشرةً موائدَها الحسينيّة لخدمة الزائرين والتشرّف بخدمتهم. يُذكر أنّ حركة مواكب العزاء هذه التي ستستمرّ لغاية اليوم العاشر من شهر محرّم الحرام، كانت تبعاً لجدولٍ زمانيّ ومكانيّ تمّ وضعُه من قِبل قسم المواكب والهيئات الحسينيّة التابع للعتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، لضمان انسيابيّة حركتها وعدم تقاطعها.