يتواصلُ خَدَمةُ مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بإحياء ذكرى أيّام الحزن الحسينيّ، مستذكِرين تلك الثلّة التي اصطَحَبها بقيّةُ النبوّة الإمامُ الحسين(عليه السلام)، من أرض الوحي إلى أرض الميعاد كربلاء الشهادة. وذلك عبر إقامتهم سلسلةً من مجالس العزاء التي تُقدَّم في العتبة العبّاسية المقدّسة، بحضور متولّيها الشرعيّ سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) وعددٍ من مسؤوليها وخَدَمتها، فضلاً عن جمعٍ من الزائرين المعزّين، ومنها المجلسُ الذي يُعقد في قاعة تشريفاتها بعد صلاة الظهرَيْن. المجلس يُستهَلُّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، تعقبها محاضرةٌ حسينيّة عزائيّة يُلقيها السيّد هاشم البطّاط، الذي تناول محاور وجوانب عديدةً من نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) وأبعادها، والتأمّل في دروسها ومواقفها وكيف عبّدت طريقَ الحقّ، وحفظت المبادئ الحقّة للإسلام وأهدافه السامية، والتأكيد على ضرورة السير بنهجها القويم والتمسّك بها وجعلها نبراساً ومشعلَ هداية. ويُختتَمُ المجلسُ بمرثيّةٍ عزائيّة حسينيّة تتناول مصيبة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، وما جرى عليهم في مثل هذه الأيّام من سنة 61هـ. يُذكر أنّ هذا المجلس هو أحدُ المجالس التي تُقام في العتبة العبّاسية المقدّسة، انطلاقاً من قول رسول الله(صلّى الله عليه وآله): (إنّ لقتل الحسين حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً)، ولتجديد عهد الولاء والوفاء لسيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، الذين نالوا شرف التضحية والشهادة وقدّموا أروع نماذج التضحية والفداء، إعلاءً لكلمة الله مُعلِنين صرختهم المدوّية بوجه الظلم والطغيان (هيهات منّا الذلّة)، لتبقى شعاراً ومبدأً رساليّاً لإرساء القِيَم الإنسانيّة.