أكّدت العتبة العبّاسية المقدّسة، أن الإمام الحسين(عليه السلام) جاء للبشرية جمعاء، ولم يكن ولا سيكون لفئةٍ أو طائفةٍ معيّنة. جاء ذلك خلال كلمة العتبة المقدّسة، التي ألقاها رئيس قسم الرسائل والأطاريح الجامعية في مركز العميد الدكتور علي كاظم المصلاوي، ضمن فعّاليات المؤتمر الحسينيّ الثاني عشر الذي تقيمه العتبة العبّاسية، بالتعاون مع قسم اللغة العربية/ كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية في جامعة بغداد، تحت شعار (واقعة الطفّ المنار الثوريّ في المنظومة الأخلاقية معياراً ومنطلقاً نهضوياً لإرساء العدالة الإنسانية).
وفي أدناه نصّ الكلمة: الحضور المبارك الكريمُ مع حفظ الألقاب والصفات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ترحّب الأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة ممثّلةً بمتولّيها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، والأمين العام السيد مصطفى آل ضياء الدين (دام تأييده) ومنتسبيها كافة، بالحضور الكرام من السادة والمشايخ الفضلاء، ومن أساتيذ الجامعات العراقية الموقّرين ومن الباحثين والمشاركين الكرام، في المؤتمر الحسينيّ الثاني عشر المبارك الذي يقام تحت شعار (واقعة الطفّ المنار الثوري في المنظومة الأخلاقية معياراً قيمياً ومنطلقاً نهضوياً لإرساء العدالة الإنسانية)، الذي يقيمه قسم اللغة العربية في كلّية التربية ابن رشد/ جامعة بغداد. وإذ ترعى العتبة العبّاسية المقدسة هذه المؤتمرات فإنَّها تنطلق من إيمانها العميق بضرورة إحياء ذكر أهل البيت(عليهم السلام)، وتقديم صورٍ حيّة معبّرة عنهم يستلهمون منها العبر والدروس لتفيد في تغيير الواقع وصنع المستقبل الزاهر والواعد. وهذا المؤتمر بموضوعه الخاصّ بالإمام الحسين(عليه السلام) وثورته المتجدّدة ضدّ الفساد والظلم والانحراف عن الإسلام، فإنه يقدّم النموذج الأمثل للتضحية والفداء، ومقارعة الظلم وعدم الرضوخ له والسكوت عنه، حتى لو أدّى ذلك إلى التضحية بالنفس والجود بها. إن المشروع الذي تبنّاه الإمام الحسين(عليه السلام) عبر ثورته المباركة، هو مشروع نهضوي أخلاقي، أصبح هذا المشروع مع الوعي به معياراً قيمياً ومنطلقاً نهضوياً لإرساء العدالة الإنسانية، إذ أصبحت المشاريع الأُخَر تقاس به وتنطلق من مبادئه العُليا، فالحسين(عليه السلام) كما نؤمن جاء للبشرية جمعاء، وإن ثورته المباركة هدية ومنار من السماء نتّعظ بها ونستعبر، ولم يكن الحسين(عليه السلام) ولا سيكون لفئةٍ أو طائفةٍ معيّنة، لذا حرص القائمون على المؤتمر وأحسنوا بيان هذه الجنبة البالغة الأهمية في هذا الوقت، الذي غدونا نشهد به تحوّلات أخلاقية كبيرة لها تداعياتها السلبية على بناء الفرد والأمّة على حدٍّ سواء. إن إقامة هذه المؤتمرات في الأوساط الشبابية في الجامعات من شأنها أن تلهم وعيهم، وتحفّز طاقاتهم، وتقدّم لهم الصور التي تبني شخصيّتهم وتعزّز فيها الأمل، بالانتصار على الظلم مهما قسا أو طال أمده. وفي الختام تدعو العتبة العبّاسية المقدّسة للقائمين على المؤتمر ممثّلاً بأساتيذ قسم اللغة العربية في كلّية التربية/ ابن رشد الفضلاء، وعمادتها الموقّرة الذين كان لهم الدور الكبير في إدامة إحياء ذكرى الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته المعطاء، على مدى اثنتي عشرة نسخة من هذا المؤتمر المبارك، والدعوة موصولة للسادة المشاركين وللحضور الكريم المبارك، بدوام التوفيق والسداد والازدهار. مكّننا الله تعالى وإيّاهم من إحياء ذكر محمدٍ وآل محمد الطيّبين الطاهرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطيّبين الطاهرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..