أكد الباحث في كلية العلوم السياسية بجامعة تكريت الدكتور مثنى فائق مرعي أنّ موقف المرجعية الدينية حياديًا مع مختلف مكونات المجتمع العراقي. جاء ذلك خلال بحثه الموسوم (موقف المرجعية الدينية من الانتخابات في العراق منذ العام 2003) الذي نوقش ضمن فعاليات الجلسة البحثية الثانية لليوم الثاني، التي ترأسها الدكتور عباس هاشم لمحور (المرجعية الدينية والتحول الديمقراطي في العراق) من المؤتمر العلمي الأول حول فتوى الدفاع الكفائي، الذي تقيمه فرقة العباس (عليه السلام) بالتعاون مع كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد، تحت شعار (الدفاع الكفائي عقد من العطاء والبناء)، في العتبة العباسية المقدسة. وقال مرعي، إنّ "المجتمع العراقي يتميز بتعدد مكوناته، ولا سيّما الدينية، ولهذه المكونات الدينية والمذهبية على الأغلب مراجع تؤثر في توجهاتها ومواقفها المختلفة، ولاسيّما السياسية منها، ويتباين وجود أو تأثير المرجعية الدينية على هذه المكونات بشكل أو بآخر"، مبينًا "وبالرغم من ذلك التباين، إلا أنّ المرجعيات الدينية تحظى باحترام وتأثير في توجهات هذه المكونات التي تقلدها أو تتبعها". وأضاف "لقد كان موقف المرجعية الدينية وتأثيرها متمثلة بالسيد السيستاني واضح لدى المكون الشيعي، ولاسيّما ذلك الموقف الذي يخص العملية السياسية في العراق وبالتحديد العملية الانتخابية، ولم يكن موقف هذه المرجعية محددًا إزاء المكون الشيعي فحسب، بل كان موقفها عامًّا تجاه مختلف مكونات المجتمع العراقي فيما يخص الحثّ على المشاركة في الانتخابات".
وأوضح أنّ "المتتبع لمواقف السيد السيستاني من الانتخابات أنّه منذ عام 2003 الذي شهد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق وإسقاط النظام السياسي فيه، كان موقفه واضحًا ومؤكدًا على ضرورة إجراء انتخابات وطنية، كونها تمثل وسيلة مهمة –من وجهة نظر المرجعية- لوصول حكومة شرعية إلى سدة الحكم تستطيع إدارة شؤون البلاد، ومن ثمّ تتولى زمام الأمور بعد خروج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق". وأشار مرعي إلى أنّ "الموقف لم يختلف إزاء ما تمّ إجراءه من انتخابات منذ عام 2005 إلى انتخابات عام 2021، من حيث الحيادية تجاه كل المكونات والقوى السياسية المشاركة فيها، وعدم تفضيل جهة على غيرها".