أشاد وفد أكاديمي من جامعات عراقية، بجهود مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات التابعة للعتبة العباسية المقدسة، في مجال التوثيق وحفظ التراث. جاء ذلك في أثناء زيارة الوفد الذي ضم عددًا من رؤساء الجامعات العراقية ومجموعةً من الأكاديميين، لمؤسسة الوافي، للاطلاع على دورها في حفظ وتوثيق المحطات التاريخية المهمة، ومنها وثائق شهداء الفتوى المباركة التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف. وقال رئيس المؤسسة السيد أحمد صادق، إنَّ "مؤسسة الوافي تركِّز على توثيق الأحداث التاريخية التي أسهمت في صياغة الذاكرة الوطنية"، ومضيفا، أنَّ "هذا العمل يشمل التعاون مع المؤسسات الرسمية والوزارات الحكومية؛ بهدف حفظ الإرث التاريخي للأجيال القادمة". من جانبه ذكر رئيس جامعة سومر الدكتور عادل الزركاني، أنَّ "التوثيق الإعلامي وكتابة التاريخ يمثِّلان أهمية تفوق المعركة نفسها، إذ أن التضحيات التي قُدِّمت يجب أن تُحفظ كإرث تاريخي للأجيال القادمة، ومؤسسة الوافي قامت بدور محوريٍّ في توثيق هذه التضحيات عبر موسوعات متخصصة تمثل مصدراً مهمًّا للباحثين والمؤرِّخين". فيما أشاد رئيس جامعة الحمدانية في الموصل الدكتور عقيل الأعرجي، بمنهجية المؤسسة التي تركز على تسجيل الذاكرة الشفهية للشخصيات البارزة والشهود العِيان للأحداث التاريخية، مؤكداً، أنَّ "عمل المؤسسة يتَّسم بالموضوعية والمصداقية بعيداً عن أي تأثيرات خارجية". ومن جهته أثنى رئيس جامعة الموصل الدكتور وحيد محمود الإبراهيمي، على الإصدارات الموسوعية التي قدمتها المؤسسة، ومنها موسوعة الفتوى المباركة، موسوعة الجهاد الكفائي، وموسوعة السجناء السياسيين، مبينا، أنَّ "هذه الجهود تُسهم في حفظ تراث المؤسسات الدينية والعراقية وترسيخ الهوية الوطنية".
بدوره أوضح أحد أعضاء الوفد الزائر الدكتور مرتضى الياسري، أنَّ "مؤسَّسة الوافي لا تقتصر جهودها على التوثيق، بل تمتدُّ لتشمل البحوث والدراسات التي تغطي مختلف المجالات العلمية"، لافتا إلى "أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسة في عصر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، عبر تقديم معلومات دقيقة وموثوقة بعيداً عن التزييف أو التحريف". وأكد الياسري "أهمية تعزيز التعاون مع المؤسَّسة مستقبلاً"، مشيرا إلى "وجود خُطط لزيارات أخرى للمؤسَّسة ومشاريع مشتركة تهدف إلى دعم التوثيق الوطني". واخْتُتِمتِ الزيارة بتقديم الوفد الزائر شكره وتقديره لجهود مؤسَّسة الوافي للتوثيق والدراسات، التي تمثل أنموذجًا يُقتدى به في الحفاظ على الإرث الوطني.