تقيم العتبة العباسية المقدسة وللعام الثامن تواليًا تجمعًا كبيرًا لطالبات الجامعات العراقية في رحاب المرقد الطاهر لأبي الفضل العباس (عليه السلام)، عَبرَ تنظيم حفل مركزيّ للاحتفاء بالخريجات منهن، إذ لاقت هذه الخطوة تفاعلًا إيجابيًّا بين شريحة الجامعيّات انعكس ذلك عَبرَ تزايد أعداد المشاركات في الحفل بشكل سنوي، بل تعدى الأمر ذلك ليشمل طالبات من خارج العراق. الحفل تنظمه شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية برعاية مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة المقدسة، ويتخلله إقامة العديد من الفقرات الثقافية لعل أبرزها ترديد قسم التخرج للطالبات المشاركات في الحفل، وإلقاء الكلمات التي تخص المناسبة وتقديم العروض المسرحية وغيرها من الفعاليات الأخرى، كما تحمل النسخة الثامنة منه شعار (من نور فاطمة -عليها السلام- نضيئ العالم). المركز الخبري التابع لقسم الإعلام في العتبة المقدسة أجرى مقابلة خاصة مع مديرة مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية السيدة منى وائل؛ للوقوف على أبرز الأهداف المرجو تحقيقها من الحفل: ـ لماذا ينظّم مكتب المتولي الشرعي النسوي حفل تخرج الطالبات (بنات الكفيل) الثامن، وماهي رؤيته في هذا الجانب؟ انطلاقًا من قول سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه): "الله الله في الستر والحجاب"، ومصداقًا لقول: (من نور فاطمة نضيئ العالم)، تنظّم شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية وبرعاية مكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية، حفل تخرج الطالبات لتعزيز دور المرأة المسلمة في المجتمع، والاحتفاء بخلاصة إنجازات الطالبات على مدار أكثر من 16 عامًا من الدراسة؛ بهدف تشجيع الفتيات على التعليم العالي بصورة عامّة لتشويقهم وحثّهم على طلب العلم ونيل ثمرة حصادهم، ويعكس رؤية واضحة تركز على تشجيع المرأة وتفعيل دورها في مختلف المجالات بسياق إسلامي ديني، كما يسعى المكتب إلى تقديم نموذج إيجابي للفتيات من مختلف الفئات والشرائح، ما يسهم في تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. ـ ما مدى تأثير حفل التخرج المركزي في تعزيز القيم التربوية والأخلاقية (لدى المشاركات) من داخل العراق وخارجه؟ حفل التخرج المركزي يؤدي دورًا مهمًا في تعزيز القيم التربوية والأخلاقية مغلفًا بإطار إسلامي ديني بين المشاركات، عَبرَ الاحتفال بالنجاح والتميز بطريقة زينبية محتشمة، إذ يتم غرس قيم الدين الإسلامي، والالتزام الأخلاقي، والتعاون، كما يوفر فرصة لتبادل التجارب بين الطالبات من داخل العراق وخارجه، ما يعزز الفهم المتبادل والتواصل الثقافي، إذ إنّ هذا النوع من الفعاليات يساعد في ترسيخ القيم الإيجابية ويشجع على السلوكيات البنّاءة في العالم.
ـ هل أسهمت النسخ السابقة من الحفل بالتأثير الإيجابي على واقع احتفالات التخرج الجامعي في العراق؟ نعم، أسهمت النسخ السابقة من حفل التخرج في إحداث تغييرات إيجابية كبيرة وكثيرة في واقع احتفالات التخرج الجامعي في العراق، عَبرَ تقديم نموذج احتفالي يركز على الفتيات بصورة أكثر حضارية وضمن إطار إسلامي متجدد، إذ أصبح هناك اهتمام أكبر بتخصيص احتفالات خاصة بالطالبات المرتديات للعباءة الزينبية، ما يعكس تقدير المجتمع لدور المرأة الملتزمة والمتزنة، كما أنّ هذه الاحتفالات أسهمت في رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم والعفة للمرأة، ما أدى إلى زيادة الإقبال على ارتداء العباءة والالتزام بالحشمة وتحسين صورة الاحتفالات الجامعية على وفق رؤية إسلامية، ونتيجة لذلك تزايدت أعداد المشاركات في الحفل من 400 طالبة إلى 4000 طالبة مشاركة. ومن أثر بركات هذا الحفل حصدنا زيادة في أعداد المتطوعات في رابطة بنات الكفيل للخدمة التطوعية، إضافة إلى صدور كتب رسمية من بعض الجامعات بمنع حفلات التخرج المبتذلة بشكل عام، كذلك بدأوا باستنساخ هذه التجربة في الدول الأخرى مثل حفل تخرج بنات العقيلة في سلطنة عمان.