شاركت العتبة العباسية المقدسة في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي السادس لآثار بلاد الرافدين. وتقيم المؤتمر كلية الآثار في جامعة القادسية، تحت شعار "آثار بلاد الرافدين من نيبور إلى طريق الحج الكوفي القديم بين أصالة الآثار وفرادة التراث" للمدّةللمدّة 24-2522025. وقال معاون رئيس قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، في العتبة المقدسة الدكتور شوقي الموسوي في كلمته خلال المؤتمر "إنّ البحوث والدراسات لا تقلّ أهمية عن الآداب والفنون في تقديم المعلومات المُراد إيصالها لأيّ شريحة مُستهدفة، بحكم أنّ البحوث والدراسات تخاطب العقول، أمّا الآداب والفنون فتخاطب المشاعر، ولعلّ الجمع بين العقول والمشاعر في خطاب المعارف هو الأنجع والأنجح". وتابع "من هنا جاء تخطيط المؤسسات الآثارية والثقافية والمتحفية بشكل عام، وكلية الآثار في جامعة القادسية بشكل خاص، المشرفة على في فعاليات وأنشطة المؤتمر العلمي الدولي السادس لأثار بلاد الرافدين، المُقام في كلية الآثار، الذي يُعقد الآن برعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ورئاسة جامعة القادسية، وعمادة كلية الآثار، وتحت شعار: (آثار بلاد الرافدين من نيبور إلى طريق الحج الكوفي القديم بين اصالة الاثار وفرادة التراث) للفترة 24 - 25 / 2 / 2025، ضمن محاور عِدّة من الآثار القديمة والدراسات. وأفاد الموسوي أنّ " كثيرًا من دول العالم المتقدمة، اهتمت بالثقافة الجماهيرية بمختلف أبعادها المفاهيمية، سواء أكانت أبعادًا ثقافيةً أم اجتماعيةً، فأسست تبعًا لذلك متاحف دوليةً تحتضن الموروث الحضاري والتراث الإسلامي، من أجل أن تستعرض ثقافات الشعوب وحضارتها، بوصفها ترصد تاريخ الأمم وتقاليد شعوبها على وفق برامجها التثقيفية، فتسهم في ترسيخ الوعي الثقافي للمجتمع، فأصبحَ لها عالم خاص بها، تحوي تراث أمم، ونفائس ومقتنيات نادرة، لها قيم جمالية وحضارية، ذات أبعادٍ دينية ومعرفية واجتماعية وسياسية وتربوية". وأضاف أنّ "العالم يشهد نهضةً في تطوير المتاحف الآثارية، والتاريخية، والتراثية، وتزايد عددها عبر العصور، على المستوى العالمي والعربي بشكل عام، والعراقي على وجه الخصوص، فضلًا عن تأسيس عددٍ من المتاحف والمراكز الثقافية والفكرية والمؤسسات الأكاديمية في العتبات المقدسة بالعراق، من أهمّها: متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات التابع للعتبة العباسية المقدسة الذي يُعدُّ أوّل المتاحف في العتبات المقدسة والذي افتُتِح في عام 2009 م، وقد ضمّ المتحف عددًا كبيرًا من النفائس والمُقتنيات، التي يرجع بعض منها إلى مئات السنين، والذي قدَّمَ أربعة مؤتمرات علمية، تُعنى بعلم المتاحف، والعديد من الندوات الثقافية والتراثية، فضلاً عن إصدار عدد من المؤلفات، منها مجلة ثقافية تُعنى بشؤون المتاحف والآثار والفنون الإسلامية وورش ودورات فنية أخرى". وأكمل بالقول "فضلاً عن متحف الإمام الحسين (عليه السلام) في العتبة الحسينية المقدسة الذي اُفتُتح في عام 2011، وضَمّ قطعًا تراثية، ونفائس ومقتنيات نادرة ومميزة، وغيرها من متاحف العتبات المقدسة، وهي دعوة من العتبات المقدسة لجميع الباحثين والمختصين والخبراء الدوليين لزيارة هذه المتاحف التراثية بوجه عام ومتحف الكفيل على وجه الخصوص، للاطلاع على آلاف المخطوطات والنفائس". واختتم الموسوي كلمته "اليوم إذ نشهد تتويج الباحثين مِمّن حازت مشاركتهم على استحسان اللجان التحكيمية للمؤتمر، ضمن حفل عِلمي اثاري متحفي لمؤتمر علمي مميز، بنسخته السادسة (نلتقي معا لنرتقي)، ونشكر كلّ المساهمين في إنجاح المؤتمر، من أجل إحياء التراث والموروث الحضاري".
من جانبه قال عميد كلية الآثار الدكتور رجوان فيصل: إنّ "المؤتمر شهد مشاركة واسعة من الباحثين والكتاب والمثقفين من شتى أنحاء العالم، إذ حضره 110 باحثين منهم 25 باحثًا أجنبيًّا من جامعات عالمية مختلفة". وأضاف "يسلّط المؤتمر الضوء على أحدث الأساليب المتّبعة في التنقيب والكشف عن المواقع الأثرية التي تزخر بها المحافظات العراقية ولا سيما محافظة القادسية".