ناقش الباحث خالد عبد الغفار البيّاتي، من مستشارية الأمن القومي، بحثًا بعنوان (تأثير الحروب على الهوية الوطنية). جاء ذلك في الجلسة البحثية المسائية من اليوم الثاني لمؤتمر (ذاكرة الألم في العراق) الدولي السنوي، الذي يقيمه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرُّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، بالتعاون بين كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب - جامعة بغداد، ومؤسسة الشهداء، ومؤسسة السجناء السياسيِّين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، وجامعة بغداد. وأشار الباحث إلى أنّ "إشــكالية البحث تكمن في كيفية تأثير الحروب على الهوية الوطنية، والتأثيرات التي تركتها على القيم، والمعتقدات التي تشكّل الشخصية الوطنيّة". وبيّن البيّاتي أنّ "أهميـة البحـث تكمن في أن الهوية الوطنية تشكل جزءًا مهمًّا من الشخصية الوطنية، وأنّ فهم تأثير الحروب على الهوية الوطنية يمكن أن يساعد في تحديد استراتيجيات لتجاوز تأثير الحروب عليها، وأنّ الأمن القومي يؤدّي أثرًا مهمًّا في تأثير الحروب على الهوية الوطنية، فالأمن يمكن أن يؤثّر على الهوية الوطنية من خلال تأثيره على القيم والمعتقدات التي تشكل الشخصية الوطنية". وأوضح الباحث أنّ "أهداف البحث شملت تحديد تأثير الحروب على الهوية الوطنية، وتحديد تأثير الحروب على القيم والمعتقدات التي تشكّل الشخصية الوطنية، وتحديد تأثير الأمن القومي على الهوية الوطنية، وتحديد كيف يمكن للأمن القومي أن يؤثر على القيم والمعتقدات التي تشكل الشخصية الوطنية". وأكّد الباحث على أنّ "الهوية الوطنية هي مفهوم معقّد يتشكل من عناصر عدّة، بما في ذلك اللغة، والثقافة، والدين، والتاريخ، وأنّ الحروب هي أحداث تاريخية لها تأثير كبير على المجتمعات والشعوب، وفي البحث، نبيّن أنّ تأثير الحروب على الهوية الوطنية بفرضيّة أنّ الحروب تؤثّر على الهوية الوطنية، وأنّ هذه التأثيرات يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، مع التركيز على تأثير الحروب على القيم والمعتقدات التي تشكّل الشخصية الوطنية". وقدّم البياتي التوصيات التي يمكن عَبرها تجاوز تأثير الحروب على الهوية الوطنية، والتي تكمن في تعزيز التربية والتعليم، وتعزيز الثقافة والفنون، فضلًا عن تعزيز الاقتصاد والجانب السياسي، وقد اتخذ البحث المنهج النظري والتحليل في كتابة البحث.
ويهدف المؤتمر إلى تجاوز الماضي ببناء هُويّةٍ وطنيَّة عراقيَّة مناهضة للتطرُّف؛ من أجل ضمان مستقبلٍ آمن للأجيال القادمة خالٍ من الألم، وتدوين جرائم التطرُّف وعرضها أمام الرأي العام الدَّوْلي؛ للمساهمة في معالجة الآثار الاجتماعيَّة والنفسيَّة للعنف والإبادات الجماعية والجرائم والانتهاكات.