أوضح قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة آليات حفظ التراث الكربلائي وتحقيقه. وقال مسؤول وحدة التحقيق في مركز تراث كربلاء التابع للقسم الشيخ ضرغام المسعودي: إنّ المركز يعنى بالتراث الخطي لعلماء كربلاء على مرّ العصور، لا سيما في المدّة الممتدة من القرن العاشر إلى الرابع عشر الهجري، إذ يحرص على إبراز هذا التراث عَبرَ تحقيق مخطوطاته. وأضاف أنّ المخطوطة تمر قبل تحقيقها بمراحل عدّة، تبدأ بدراستها، ثم تُنضّد من قبل متخصصين في المركز، لتقابل لاحقًا مع الأصل الخطي وبعد الانتهاء من هذه المرحلة، تسلّم إلى المحققين المختصين ليباشروا تحقيقها وفقًا للأساليب العلمية المعتمدة في المراكز المتخصصة في العالم الإسلامي. وأوضح المسعودي أنّ هذه المخطوطات تتنوّع موضوعاتها، فمنها فقهية وأصولية، ومنها ما يتناول علم الحكمة (الفلسفة) والمنطق، فضلًا عن التي تتداخل في علوم الحوزة العلمية، مثل مؤلفات في اللغة العربية، وتقريرات لعلماء ماضين، وبعضها مصنفات تأسيسية في علم الأصول، وأبحاث في مرحلة البحث الخارج لعلماء من كربلاء. وبيّن أنّ المركز، بحكم تخصصه في تراث كربلاء، يتولّى تحقيق هذه المخطوطات وطباعتها بالكامل، وتوزيعها على عدد من المراكز المعنيّة، إضافةً إلى عرضها في جناح المركز الواقع بين الحرمين الشريفين ضمن قسم المبيعات.
ويحرص مركز تراث كربلاء على إحياء سيرة الشخصيات التراثية التي كان لها أثر واضح في هذه المدينة، عَبرَ الندوات، وإحياء المخطوطات، إلى جانب المجلّات التراثية.